قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ سعيد السلاطنة
 
الانقلاب في حياة النبي وبعد وفاته(ص)
الشيخ سعيد السلاطنة - 2006/03/27 - [الزيارات : 5496]

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144)
سورة آل عمران


حديثي عن هذه الآية سيدور في نقطتين:
النقطة الأولى: سبب نزول الآية والدروس المستوحاة من سبب النزول.
النقطة الثانية: حقيقة الانقلاب.


النقطة الأولى:( سبب النزول)
أورد المفسرون لنزول هذه الآية سببا مفاده أن الآية نزلت على أثر إشاعة أثيرت في واقعة أحد.
وملابسات ما حصل أن النبي (ص) قد وضع استراتيجية عسكرية محكمة، بحيث أنه (ص) جعل الرماة على أقاصي جبل احد، وجعل البعض من المسلمين يقاتلون تحت الجبل ، وأكد (ص) على الرماة أن لا يتركوا مواقعهم مهما كانت الظروف .


وبالفعل هذه الإستراتيجية أعطت كل الأثر في انتصار المسلمين ، ألا أن الرماة حينما رأوا النصر وأن المسلمين تحت الجبل أخذوا يجمعون الغنائم‘ ترك هؤلاء الرماة مواقعهم ونزلوا خشية أن تفوتهم بعض الغنائم ، مما جعل المشركين يجمعوا فلول جيوشهم وينتهزون فرصة انشغال المسلمين بجمع الغنائم فيهجموا هجمة شرسة على المسلمين ، وبالفعل حصلت تلك الهجمة الشرسة بقيادة البطل المغوار خالد ابن الوليد ، مما أسفر بقتل جماعة كبيرة من المسلمين بل ووصلوا إلى رسول الله (ص)هجموا عليه فشجوا وجهه وكسروا رباعيته (ص) ، وإذا بالصرخة بين الصفين (لقد قتل محمد)
وهنا حصل الانقلاب...


فانقسم المسلمون فيه الى ثلاث طوائف:
طائفة أخذت تنادي ليتنا نجد لنا من يأخذ لنا الأمان من ابي سفيان.
وطائفة قالت لوكان محمد نبي لما مات ارجعوا الى دينكم القديم.
وطائفة أخذت تنادي أيها الناس : ان مات محمد فرب محمد حي باقي.


فحدثت البلبلة وحصل الهرج والمرج وانطلقت الإشاعة، وهنا تدخل القرآن وحسم الموقف بنزول هذه الآية{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}


فالرسالة لا تموت بموت الرسول والدعوة لا تنتهي بموت الداعية والمرجعية لا تنتهي بموت المرجع.


الدروس المستوحاة من سبب النزول
يمكن لنا ان نستوحي من سبب النزول ثلاثة دروس مهمة:
الدرس الأول: الرسالة لا تموت بموت الرسول.
الدرس الثاني: مخالفة الرسول هزيمة في الدنيا وعذاب في الآخرة.
الدرس الثالث:لايكن مطلبي الدنيا وأنا في طريق الدعوة إلى الله.


الدرس الأول: القرآن يعلمني درسا مفاده أن الرسول إذا قتل لاتقتل رسالته، وإذا حوصر الرسول لا تحاصر رسالته وإذا نفي لا تنفى رسالته بل تبقى متجسدة في نفوس المؤمنين برسالته.


الدرس الثاني: ما خالف قوم رسولهم إلا استحوذ عليهم الشيطان وجعلهم في ظلمات لا يبصرون فيها الحق من الباطل ، ومن ثم يسلط عليهم شرارهم ، وهاأنت يا عزيزي رأيت الرماية حينما خالفوا الرسول(ص) ونزلوا يجمعون الغنائم هجم عليهم المشركون وأوقعوا فيهم القتل والسلب ، ولو أطاعوا رسول الله ما نزل بساحتهم ما نزل.


الدرس الثالث:لايكن همك الدنيا وأنت في طريق الدعوة الى الله ، فمن كان همه الدنيا خسر الدنيا والآخرة ، وكم رأينا اناسا كانوا يعملون في حقل الدعوة من أجل المناصب فخسرا المناصب وخسروا الآخرة ..ومن ظريف ماينقل ان جماعة ممن كان لهم الحظوة في انتصار الثورة الإسلامية في إيران وسقوط الشاه المقبور.


هؤلاء جاؤوا للسيد الإمام قدس سره وقالوا له اننا قدمنا ووقفنا مواقف عظيمة معكم ولكننا لم نظفر بأي من المناصب العليا وهذا يسوؤنا .
فقال لهم السيد الامام (قدس سره) (ان كان عملكم لله فالله تعالى يقول{ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} (195) سورة آل عمران
واذا كان عملكم للمنصب فالمنصب لم يف لأحد أبدا.
هذا تمام كلامنا في النقطة الأولى.


النقطة الثانية:
الانقلاب لغة : هوا الانتكاس، والانتكاس هو السقوط على الرأس، وقلما يسلم الانسان اذا سقط على رأسه.


وحقيقة الانقلاب الذي حصل في يوم أحد كانت له ثلاث مظاهر :
المظهر الأول :( الانقلاب النفسي)ينقل الطبري بأن انس ابن النظر مر على عمر ابن الخطاب وطلحة ابن عبد الله وجماعة من المهاجرين جالسين على الأرض وقد ألقوا بسلاحهم في حالة انكسار .فقال لهم ما بكم ؟
فقالوا أما علمت بأن محمدا قد قتل ؟
فقال لهم أنس : ان قتل محمد فان رب محمد لم يقتل قوموا ودافعوا عن دينكم.
ففي هذا الموقف ترى الانكسار والوجوم وتحطم المعنويات قد خيم على هؤلاء وسببه إما الجهل أوانخفاظ مستوى الإيمان او انعدامه.


المظهر الثاني:الانقلاب العسكري، وقد حصل ذلك حينما خالف القوم أوامر الرسول (ص) فنزلوا لجمع الغنائم، لأن المخالفة في المصطلح العسكري تمرد على أوامر القيادة.


المظهر الثالث:الانقلاب الفكري ، وهذا الانقلاب قد ظهر بأعتى صوره في حياة الرسول واستمر إلى يومنا هذا متمثلا في الأحاديث المكذوبة التي تنسب إلى الرسول(ص) والرسول منها بريء براءة الذئب من دم يوسف .
ومن ذلك الأحاديث المكذوبة المسطرة في المجاميع الإسلامية للأسف الشديد ،ومن أهم هذه المجاميع البخاري ومسند أحمد وغيرهما .


وأحاول ان أقدم بين أيديكم أيها الأحبة مظهرين من مظاهر الانقلاب الفكري
المظهر الأول:
نقل في البخاري ج1ص62ونقله احمد في مسنده (عن أبي وائل عن حذيفة ابن اليمان قال: أتى النبي (ص) سباطة قوم فبال واقفا)وقد نقل الحديث نفسه احمد في مسنده ج5ص382
أسألك بالله عليك عزيزي المؤمن هل ينسجم هذا وقوله تعالى في شأن رسوله(ص)(وانك لعلى خلق عظيم)؟
أليس هذا من الانقلاب الفكري على الرسول الكريم(ص) ؟


المظهر الثاني: من مظاهر الانقلاب الفكري
مانقله ابو نعيم في حلية الاوليا (2/46) من طريق الاسود بن سريع قال : اتيت النبي (ص ) فقلت : قد حـمـدت ربـي بمحامد ومدح واياك فقال : ان ربك عزوجل يحب الحمدفجعلت انشده , فاستاذن رجـل طـويل اصلع , فقال لي رسول اللّه (ص ) : اسكت , فدخل فتكلم ساعة ثم خرج فانشدته , ثم جا فـسـكتني النبي (ص ) فتكلم ثم خرج , ففعل ذلك مرتين او ثلاثا فقلت : يا رسول اللّه من هذا الذي اسكتني له ؟ فقال : هذا عمر , رجل لايحب الباطل .


ومـن طـريـق آخـر عـن الاسود التميمي قال : قدمت على النبي (ص ) فجعلت انشده فدخل رجل اقـنـى ((412)) فـقـال لي : امسك فلما خرج قال : هات فجعلت انشده فلم البث ان عاد فقال لي : امسك فلما خرج قال : هات فقلت : من هذا يا نبي اللّه الذي اذا دخل قلت :امسك , واذا خرج قلت : هات ؟ قال : هذا عمر بن الخطاب , وليس من الباطل في شيء.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م