تتعلم الفرنسية.. وتحدثت عن مشاريع جمعية "حوار" الشبابية زينب النشيط.. سفيرة البحرينيات وكاتبة من أسرة ديمقراطية
زينب النشيط.. شابة بحرينية سطع اسمها ونجمها في سماء بلادنا لكونها استطاعت أن تبرز اسم البحرينية في محافل عربية وعالمية.
النشيط مثلت الشابة الخليجية في مؤتمرات بعواصم أوروبية عديدة، وآخرها اختيارها لعضوية لجنة عليا لتنظيم مؤتمر عقد في المغرب.
اللجنة اجتمعت في مملكة اسبانيا. وكانت النشيط هي الخليجية الوحيدة من بين شباب وشابات من دول عربية وأوروبية عديدة. وسجل المتابعون للحراك المدني في البحرين والخليج هذه المشاركة بأنها لافتة وتشكل إضاءة تضاف إلى سجل مملكة البحرين الذي يدعم تمكين البحرينية في مختلف المجالات.
تمسك النشيط "بوصلتها" وتتحدث عن عملها أو تطوعها بجمعية "حوار" الشبابية في مملكة البحرين أو كتابتها لعمودها الأسبوعي بصحيفة "أخبار الخليج". وتعرف نفسها بأنها بحرينية "تنتمي لتراب وطن تحبه" وتنتمي لأسرة ديمقراطية. وفيما يلي نص الحوار مع النشيط:
تعتبرين من الوجوه الشبابية الناشطة والمعروفة بساحة مؤسسات المجتمع المدني في مملكة البحرين.. من هي زينب النشيط؟ إنني شابة بحرينية، تنتمي لتراب وطن تحبه. أعمل حاليا مسؤولة علاقات عامة في شركة (هيل آند نولتون)، وهي تعتبر من أكبر وأوسع شركات العلاقات العامة انتشارا في دول العالم.
وأكاديميا فقد تخرجت في جامعة البحرين بدرجة البكالوريوس في تخصص علوم المحاسبة المالية.
وقبل أشهر انتظمت بالمعهد الفرنسي في البحرين لتعلم اللغة الفرنسية، لأنني أؤمن بأن الفرد تكمن قيمته في تعدد لغاته، وان إلمام الشخص بأكثر من لغة يعد ثقافة بحد ذاتها.
وإضافة إلى ذلك فإنني كاتبة عمود أسبوعي باسم "بوصلة" في صحيفة "أخبار الخليج"، وهي أول صحيفة يومية بحرينية.
وعودة لسؤالك عن نشاطي المدني فإنني عضوة قيادية باللجنة التنفيذية بجمعية "حوار" الشبابية، وإضافة الى ذلك فإنني ممثلة ومنسقة وطنية لوكالة البحر الأبيض المتوسط للتعاون الدولي لدى مملكة البحرين.
في سجلي الشخصي مشاركات عديدة أعتز بها، وهي اختياري من قبل وزارة الخارجية الأمريكية عبر السفارة الأمريكية بالمنامة لمراقبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، التي انتخب فيها باراك أوباما لدخول البيت الأبيض.
اختياري لمراقبة الانتخابات الأمريكية اعتبره من أكبر الفرص التاريخية التي نلتها لمتابعة حدث انتخابي بؤرة لنظر جميع الأشخاص والدول، إلى جانب مشاركاتي المحلية والخارجية لتمثيل مملكة البحرين.
يلاحظ النمو الصاعد لدور وأنشطة جمعية "حوار" الشبابية، هل بإمكانكِ تقديم نبذة عن هذه المؤسسة؟ جمعية "حوار" الشبابية، منظمة غير حكومية بحرينية، أشهرت في يناير 2009، وتضم في عضويتها كوادر بحرينية مثقفة وقيادية بوسطها المهني والمجتمع المحلي وتحظى باحترام وتقدير من قبل أطراف مؤثرة وفاعلة بالبحرين.
تهدف الجمعية إلى الاهتمام بالأمور الشبابية، والتوعية بالديمقراطية، وتشكيل قاعدة بيانات عن الواقع الشبابي إضافة الى تعزيز ثقافة الحوار.
قطعت الجمعية شوطا كبيرا في فترة قياسية قصيرة بشهادة المتابعين والمراقبين للحراك المدني في البحرين. استطاعت الجمعية أن تحقق مكاسب عديدة لشرائح واسعة بالمجتمع، مثل الشباب والمرأة والموهوبين. وتحاول الجمعية السير بتأن في طريقها لإحراز مكاسب أخرى واعدة. إنني متفائلة من هذه الجمعية التي ولدت لتشكل إضافة نوعية بالمجتمع المدني البحريني، وهو التعهد الشهير الذي أطلقه مؤسسو الجمعية، وأوفوا به ويوفون به من خلال الأنشطة والمشاريع التي تنفذها الجمعية.
كيف استطعتِ التوفيق بين اهتمامك الدراسي المختلف عن مجال عملك الحالي؟ وكيف توفقين بين العمل والدراسة الحالية للغة الفرنسية؟ شخصيا أؤمن بأن هناك اختلافا جذريا بين الحياة الدراسية والحياة العملية من جميع النواحي، وان ميول واهتمامات الفرد هي الأساس في تحديد المستقبل المهني للإنسان. ان الشهادة العلمية هي مفتاح لفتح أبواب جديدة ولكنها ليست معيارا لتحديد المستقبل، وهناك الكثير من الأمثلة الناجحة في الحياة لأشخاص قاموا بدراسة تخصص وبرعوا في مجال آخر.
وبالنسبة إلي أعتبر ان دراستي لعلوم المال والمحاسبة جزء لا يتجزء من مجال عملي، والأهم من ذلك ان يكون الشخص ملما ومثقفا في مجالات مختلفة في الحياة. وأما نشاطاتي في المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني وتعلمي اللغة الفرنسية فهذا يتم تصنيفه في خانة ميولي واهتماماتي ولا أجد أي صعوبة في التوفيق بين الاثنين لأن مع التنظيم الجيد ووضع الأولويات يمكنك ان تصل الى اي هدف تريده.
برأيكِ.. لماذا تغيب الشابة الخليجية عن الفعاليات والمشاركات الخارجية؟ ربما يرجع لأسباب أصنفها تحت بند "المجتمع المحافظ"، وذكرت في مقال سابق نشرته بصحيفة "أخبار الخليج" أن المرأة الخليجية الآن وللأسف الشديد باتت تضع نفسها في سجن اختياري وتعزل نفسها بنفسها عن المجتمع من خلال ملبسها وعملها وعلاقاتها، وفي ظل هذا الوضع لن يتحقق أي تقدم للمرأة مادامت هي من اختارت لنفسها هذه العقلية المنغلقة التي سببت تراجعا ملحوظا في أدائها، فيجب على الشابة نفسها ان تخرج من هذه القوقعة.
قيادة التغيير في نمط وأسلوب حياة المرأة الخليجية يبدأ من الأسرة الديمقراطية المتفهمة، ومن خلال تنشئة أسرية وتربية ديمقراطية يسودها الحب الأسري والتفاهم بين جميع أفراد الأسرة ويتواصل هذا الأمر في المدرسة ثم الجامعة والمجتمع المحلي ثم العمل ثم تعود الدائرة إلى تطبيق هذه المفاهيم المتراكة مع توأم الحياة بالمستقبل.. أي مع أسرتي الجديدة المقبلة.
ما تقييمك لتجربة تمكين الشابة والمرأة البحرينية من خلال العديد من المبادرات التي أطلقت، سواء من جانب رسمي أو أهلي أو من مؤسسات القطاع الخاص؟
بالنسبة الى تمكين الشابة البحرينية لم أجد مبادرات جادة من الجهات المعنية في هذا الشأن، ولكن بالنسبة إلى تمكين المرأة البحرينية فالمراقب المنصف يشهد لدور سيدة البحرين الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين التي ساهمت بصورة كبيرة في تعزيز دور المرأة في جميع المجالات واعطائها الثقة للمرأة وتشجيعها للوصول إلى مناصب عليا وهامة سواء بالدولة أو في مواقع أخرى.
سمو الأميرة سبيكة من النساء اللائي حملن على عاتقهن تطوير وتعليم المرأة البحرينية والتقارير الدولية تشهد بتدني نسبة الأمية لدى نساء البحرين.
أخبار الخليج 29-3-2010 |