مكث "علي" شهرين كاملين مع أسرته وزوجته التي أنجبت قبل شهر "حوراء".. وبعد انتهاء إجازته سافر مجدداً إلى الكويت حيث يعمل منذ ما يقارب 18 سنة هناك، إلاّ أن الحنين لأسرته قاده مجدداً لأخذ إجازة إضافية يقضيها في البحرين، ولكنّ "الموت" حال دون ذلك اللقاء الموعود، حيث قضى الشاب "علي صالح علي" حتفه في حادث مروّع بمنطقة الخفجي في السعودية مساء الخميس الماضي.
رحل "علي" وترك خلفه زوجته المفجوعة التي انهارت فور تلقّيها النبأ المفجع برحيل زوجها، وترك أيضاً أربع يتيمات هنّ رتاج 13 سنة، سارة 11 سنة، نوراء 7 سنوات، وحوراء التي أبصرت نور الحياة قبل نحو شهر.
من جهتهم احتشد أهالي النعيم في "المقبرة" بمنطقتهم مساء أمس ليواسوا الحاج صالح الذي بدا منهاراً هو الآخر من هول الصدمة، ورغم تأخر مراسم الدفن بسبب صعوبة إيقاف النزيف الحاد من جسد المرحوم، إلاّ أن الأهالي انتظروا حتى الساعات الأولى من فجر أمس في المقبرة وودّعوا فقيدهم إلى مثواه الأخير في تشييع مهيب شارك فيه العشرات من أهالي المنطقة وأقرباء الفقيد.
من جهته قال الأخ الأكبر للفقيد سعيد صالح علي في حديثٍ لـ "الوقت" إن "أخاه سافر مذ كان شاباً إلى الكويت للعمل فيها، وكان ذلك في بداية تسعينيات القرن المنصرم وبالتحديد بعد تحرير الكويت"، وأضاف "واصل عمله وظلّ يزور البحرين بشكل متقطّع، ثم تزوّج في البحرين وعاد إلى عمله بالكويت حيث استقرّ هناك".
وعن رجوعه مؤخراً إلى البحرين قال "أحضر زوجته إلى البحرين لكي تبقى في رعاية الأهل بعد أن تضع مولودها الجديد، وقد أحضر بناته الأربع منذ بداية العام الدراسي إلى البحرين ورتّب التحاقهم بالمدارس الحكومية، ومكث معنا شهرين حيث كان قد رتّب لنفسه إجازة، إلاّ أنها انتهت قبل أسبوع".
وأضاف "بعد انتهاء إجازته رجع إلى الكويت، إلاّ أنه عاود مجدداً طلب إجازة إضافية ليقضي مزيدا من الوقت مع زوجته التي تحتاج إلى رعاية ومولودته الجديدة"، وتابع "ولكنّ الأجل وافاه في طريق العودة بعد أن تدهورت سيارته خمس مرّات في الطريق السريع بمنطقة الخفجي بالمملكة العربية السعودية، ليفارق الحياة عن عمر ناهز الـ 41 سنة".
وكان أهالي النعيم قدّ ودّعوا قبل أيّام قليلة سعيد السيهاتي الذي وافته المنية بعد تعرضه لحادث أليم على طريق بقيق في السعودية. |