قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
حسين المحروس قدرة على تحفيز الذاكرة
الأيام - رؤى ــ عباس‮ ‬يوسف - 2004/08/08 - [الزيارات : 4196]

رؤى ــ عباس‮ ‬يوسف‮:‬

ربما التواضع قاده إلى تعفف فاق اللزوم عن العرض،‮ ‬ربما‮ ‬غير راض عما هو فيه وما وصل إليه من مستوى،‮ ‬ربما الأسئلة ما زالت تدور في‮ ‬رأسه كعادة المبدعين عن جدوى العرض بحساسية مفرطة الذي‮ ‬أدي‮ ‬لهذا التأخير الغير مبرر في‮ ‬اعتقاد الكثيرين ممن‮ ‬يعرفون المحروس عن كثب ويعرفون جنونه‮.. ‬ولعه وهيامه بفن التصوير الفوتوغرافي‮ ‬معرفة نظرية وممارسة عملية والتي‮ ‬يختلف ويمتاز بها عن الكثير من المصورين الفوتوغرافيين،‮ ‬إلا أن في‮ ‬الفترة الأخيرة،‮ ‬يبدو أن إلحاح الأصدقاء والحنّة عليه فادا وصار واقعا لا مفر منه ولا هروب لذلك‮ ‬يعيش حاليا في‮ ‬معمعة الاستعداد والتجهيز لمعرضه الشخصي‮ ‬الأول الذي‮ ‬سيقام خلال شهر‮ ‬يناير القادم ‮٥٠٠٢ ‬
الصورة فضح‮.. ‬فضح مستور اختبأ وراء مكشوف لا‮ ‬يراد له الظهور،‮ ‬وإن بزغ‮ ‬فهو مترنح‮ ‬يبحث فقط عن شوارد الصعقة ويقتفي‮ ‬الساقط من الصراط،‮ ‬هذا الصراط اللعنة،‮ ‬كسماء لا تمطر في‮ ‬الشتاء وبرازخها تقتات حليب ألوانها من صحار مقفرة أضحت هي‮ ‬الأخرى جسد امرأة اهترأ فلم تعد تمعن إلا في‮ ‬المتبقي‮ ‬من ذاك القوام النضر‮ .‬

الصورة بيان‮.. ‬تبليغ‮ ‬للجمال وعن رحيق الحب التجسد في‮ ‬الماء والنار والنهار والظلام مخترق بومضة فجر مسترخية على جناح فراشة،‮ ‬أو كسهم‮ ‬يمرق رقيقا كبلورة ماء سقطت علي‮ ‬حافة زجاجة فاستحالت فسحة ضوء‮.‬
الصورة بيان صورتنا،‮ ‬تحديد وجهتنا،‮ ‬تاريخ حضورنا،‮ ‬كتابة ماضينا،‮ ‬فسحة للملاحقة والتأمل في‮ ‬الحاضر،‮ ‬تقليب في‮ ‬الغائب والموجود‮.‬
إنها بيان صورتنا المتوارية،‮ ‬الواقفة خلفنا‮.‬
هكذا‮ ‬يخبرنا حسين المحروس في‮ ‬بيانه البصري‮ (‬صوره الفوتوغرافية‮ )‬

صندوق مسافر‮ ‬
وزهوة طفل أو إعادة اعتبار‮ ‬

يبدو أن حسين المحروس من خلال هذه الصورة الفوتوغرافية مهووس بملحقة القديم إن لم‮ ‬يكن‮ ‬يهوي‮ ‬كلما ما له علاقة بالماضي‮ ‬ولو من باب التوثيق داخل الذاكرة التي‮ ‬حظيت برفيق رقيق ومسالم أبدا‮ ‬يحفظ لها ما تتمناه‮ ( ‬ذو صلة بالماضي‮ ) ‬يذكرني‮ ‬دوما بجداتنا وعلاقتهن بالصرة والزبيل،‮ ‬هذه الصورة التي‮ ‬أوحت بهذه الفكرة أيضا توحي‮ ‬بأمور على صلة بالماضي‮ ‬والطفولة والبراءة والحسرة والمصير،‮ ‬وتحرض أيضا علي‮ ‬المضي‮ ‬قدما في‮ ‬الإمعان في‮ ‬عناصرها المادية المكونة لها،‮ ‬الإمعان والتدقيق في‮ ‬العناصر التي‮ ‬تسعف الذاكرة في‮ ‬الرجوع إلى الوراء رغم بساطتها ولربما رغم تفاهة تلك العناصر الملتقطة إلا أنها تمتلك القدرة على البوح والإفصاح وتوضح لنا مدي‮ ‬قدرة المحروس على التلاعب علي‮ ‬الكتل وتوظيفها التوظيف الرائع الذي‮ ‬به حرك مجمل الجو الفني‮ ‬العام للصورة وصولا لتحقيق المبتغي‮ ‬الجمالي‮ ‬لهذا التكوين المعتمد علي‮ ‬صندوق مسافر تعب من كثرة الاستخدام والترحال به واهترأ وفقد رونقه حتي‮ ‬لتخاله قطعة أثرية‮ ‬يشتاق المرء للاحتفاظ بها،‮ ‬ولو رغبت في‮ ‬ذلك لا‮ ‬يدع لك المحروس فرضا تحقيق ذلك لأنه اشترط أخذ وسيلة المواصلات،‮ ‬إنها لعلاقة‮ ‬غرائبية تجمع بين عناصر هذا التكوين في‮ ‬أقرب إلى الخيال من السؤال في‮ ‬هذا الزمن الذي‮ ‬يحاول المحروس إخراجنا منه عنوة والإلقاء بنا في‮ ‬ماض هو‮ ‬يحبه ويعشقه وعبر هذا البيان‮ - ‬الصورة‮ - ‬يحتج علي‮ ‬الكثير من الأمور التي‮ ‬تتمشي‮ ‬وطموحه كفنان ومبدع‮ ‬يملك بصيرة تري‮ ‬وعين تنظر من خلال هذا المشهد عجلتا الدراجة الهوائية وبقائهما داخل الصندوق،‮ ‬يعني‮ ‬لا سفر ومغادرة دون أمتعة ولا طفولة تحلو وتخلو أيامها دون دراجة هوائية،‮ ‬أبدا وكأنه ببساطة طفل راح‮ ‬يربط هذا العلاقة المتينة فنيا بين وضع العجلتين داخل الصندوق والإضاءة المتساقطة وحالة الصندوق اللونية المليئة بالصدأ والقدم وحالة الطفل مالكا دراجة هوائية‮ ‬يملأ قلبه الزهو والفرح وبين هذا الترك والانتهاء الذي‮ ‬آل إليه مصير الصندوق الذي‮ ‬تخلص منه صاحبه وراح المحروس معيدا إليه اعتباره بجمالية تفوق وظيفته المادية ووضعه الذي‮ ‬هو فيه وتتعدى وضعه الذي‮ ‬كان عليه عندما كان‮ ‬يتحلي‮ ‬ببهيج صباغته التي‮ ‬صغرت أما‮ ‬غني‮ ‬التعتيق اللوني‮ ‬الحالي‮ ‬

القوة في‮ ‬الحاضر والماضي‮:‬
عندما‮ ‬يتحدث الفانون والمتخصصون والعلماء والناس العاديون و‮... ‬الخ عن الجنس البشري،‮ ‬عن الكتل الأكثر جمالا وبهاء وبروزا‮ ‬يخصون بالذكر دون ريب ويشيرون إلى الوجه بخلاف العناصر الأخرى‮ (‬الجمالية التي‮ ‬يقوم عليها جسد الإنسان‮ ) ‬كعنصر مهم وفاتن في‮ ‬ذات الوقت ربما هو أول ما تتجه إليه البصيرة والعين بوصفه بؤرة الجمال،‮ ‬فما التصور الذي‮ ‬يمكننا التخمين به أو القراءة الفنية‮ - ‬ربما الخيالية‮ - ‬الخروج بها فنيا بعد أن‮ ‬يفقد هذا العنصر الهام من جسد الإنسان جميع خصائصه الجمالية من شعر وعين وأنف وأذن؟ ما الذي‮ ‬سيبقي‮ ‬من هذه الرأس التي‮ ‬كانت في‮ ‬يوم ما شموخ من البهاء،‮ ‬إنها الدهشة التي‮ ‬ستصيبنا،‮ ‬دهشة التعبير والقيم الفنية التي‮ ‬تمتلكها هذه الرأس رغم فقدانها عناصرها الجمالية الأولي‮ ‬المادية والنفسية‮.‬

إذن هذه الرأس التي‮ ‬تستحيل جمجمة هل لنا استقبالها أو في‮ ‬أقل تقدير استقبال صورتها التي‮ ‬تبدو عليه بشكل مغاير تماما ومختلف كاختلاف النهار عن الظلام عما كانت عليه وقت التألق والحضور،‮ ‬هذه الأسئلة وتلك هي‮ ‬التي‮ ‬تجرنا إلى الصورة‮ - ‬صورة الجمجمة‮ - ‬باعتبارها نصا بصريا‮ ‬يمكننا قراءته جماليا عدة قراءات وتأويله كيفما أسعفتنا القدرة علي‮ ‬الغوص فيه والدخول في‮ ‬عوالمه المتكونة من كتلة العظمية وفراغات لولاها لما تحصلت هذه الأبعاد الثلاثية ولما تخللها الضوء الذي‮ ‬عرفت بصيرة المحروس التقاطه وتمكنت عيناه من اصطياده والسيطرة علي‮ ‬مفرداته الفنية بحيث أظهر البارز والغائر كعلاقة خلاقة تبرز الضوء والظل وعلاقتهما الوطيدة في‮ ‬هذا العمل الفني‮ - ‬الجمجمة‮ - ‬بالكتلة والفراغ‮ ‬بحساسية الرسام الملون وإن أظهرها بوسيط آخر هو الكاميرا،‮ ‬أنه فعل إحضار الحاضر وإبرازه بقوة الماضي‮.‬

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م