قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
موسى التيتون: وظيفة شاغرة في مستشفى خاص
مصعب الشيخ صالح - ملتقى البحرين - شبكة النعيم الثقافية - 2009/09/06 - [الزيارات : 3183]
موسى التيتون: وظيفة شاغرة في مستشفى خاص

4 سبتمبر 2009


ما بين شد وجذب حول جدية المرض، ما بين مهون ومهول، مشكك ومتيقن، وفي خضم حديث "المؤامرة" و"الخديعة" تحل المفاجأة الثقيلة لتكشف أن اليقين هو الفائز بنتيجة ساحقة، لا سيما وأن الاسم والصورة ليست لشخص غريب، ليس إنساناً لا يجمعنا وإياه إلا لون جواز السفر، بل هي صورة أخ حبيب قريب من القلب شاطرناه أحلى الأيام والضحكات والتجارب. حذرونا من الجزع، قصدوا الجزع الجماعي، لكن أحداً لم يحدثنا كيف نتقبل موت واحد، ولا نعتبره موتاً للجميع. خاطبوا الحكومات والأنظمة ولم يخاطبوا قلوبنا.
قبل يوم واحد من رؤيتي لصورة المرحوم أخي العزيز "موسى التيتون" قرات في الصحف عن وفاة شاب بحريني في العشرينات من عمره، لم يخطر في بالي إطلاقاً أن يكون شخصاً أعرفه, لم يكن في مقدوري أن أتخيل إلا أنه شاب توفى فخلق حسرة وألماً في قلوب أهله، انتهى، لا مزيد. في اليوم التالي قلبت بتململ الصفحات الباردة في جريدة حملت أكثر ما تحمل هموماً وحروباً وصراعات مكشوفة وخفية، كلها بدت لي روتينية ومكررة كما بقية الجرائد والنشرات. منذ فترة ليست بالقصيرة فقدت اهتمامي الشديد بمتابعة النشرات الإخبارية، لم أعد أتابعها أولاً بأول فليس هنالك جديد، وغالبية الآمال لا تتحقق. أين الخبر الذي سيشدني ويستحوذ على اهتمامي ويؤثر في حياتي أو يترك أثراً لا يُمحى؟ لماذا نتابع النشرة ونقرأ الجرائد طالما أن الحزن سائد والخبر السعيد ليس في العادة خبراً؟
في الصفحات الأولى كتبوا: وفاة بحريني في العشرينات. اسمه، وصورته، في الصفحات الداخلية وبالتحديد رقم 8. لا مكان في الصفحة الأولى فهي مزدحم: خبر عن متوفى جديد (بدون صورة ولا اسم) وبشرى خير عن لقاح جديد، تقرير عن مرض آخر في البحرين، مذكرات كارثة إنسانية في البحرين، أمر بحجب مواقع إلكترونية، اختفاء مطلوب لدى الشرطة البحرينية، تسريح 70 عاملاُ بحرينياً. ثلاثة أخبار مفرحة فقط: ولي العهد يأمر بصرف حقوق العاملين المنقولين في المطار، بدء الرحلات الجوية بين البحرين وبغداد، وأخيراً صرف علاوة الغلاء لعدد من المستحقين.
أول وأقدس شروط علاوة الغلاء: الزواج.
موسى جعفر التيتون:
غير مستحق
السبب: أخلف وعده بالزواج المقرر في شهر أكتوبر القادم.
كان موسى سيكون عريساً مرتين، مرةً عندما يتزوج في صالة حجزها فعلاً، ومرة عندما يحج، عرسان اثنان في شهور معدودة تحولا إلى وجهة لم تكن متوقعة. الأخبار التي وردت من أمريكا ومن المكسيك تحولت إلى واقع، أخيراً. المقعد الذي كان يشغله في وظيفته كاتباً في مستشفى خاص سيشغله زملاؤه بالتناوب إلى حين الحصول على بديل. آخر مرة التقينا كانت هناك في اواخر العام الماضي 2008 عند مراجعتي لمستشفى خاص. كان موسى يعمل في مكتب خدمات المراجعين براتب متواضع يعكس تواضعه ونقاء سريرته، لم يقبع في المنزل منتظراً وظيفة مرموقة تناسب وضعه الاجتماعي ووضع أسرته المادي بل أقبل على العمل الشريف دون خجل. جلست معه في المكتب وبيننا طاولة ليس إلا، شرح لي إجراءات حجز الغرفة، ثم انتقلنا إلى الذكريات الحلوة. ضحكنا ونحن نتذكر مغامراتنا لما كنا ندرس في جامعة الشارقة والتقينا هناك لمدة سنتين (2005 و 2006).
من بين كل اللحظات التي جمعتني بموسى في الشارقة، تعلمت منه الحلم والصبر والهدوء وطولة البال، كانت هذه هي صفات شخصيته التي لا يخطأها المرء منذ أول دقيقة. كنت في سيارته ننتظر خروج أحد أصدقائنا من السكن الجامعي، وتأخر هذا الصديق في القدوم فأبديت انزعاجاً واستعجالاً، لكن موسى قال: "خله على راحته". غيرت هذه الكلمة الكثير فيني. ولطالما مرت علي تلك اللحظة وأنا أمر في أزمات التوتر وفي لحظات الخروج من حالة السلم مع العالم الداخلي أو الخارجي. الآن ندرك أكثر كم كانت طباع موسى مميزة، وابتسامته جميلة.
مقعد موسى الآن في ذلك المستشفى الخاص خالٍ.. المستشفى يريد بديلاً، أي موظف كان ينجز المهام التي كان ينجزها موسى، لا يهم إن كان اسم هذا الموظف سيكون موسى التيتون أو أن يكون موسى من الأساس، لكن أهل موسى ومحبيه لن يحصلوا على بديل...
يا موسى كلك خير، لقد وفرت بموتك وظيفة لأحد العاطلين! أعرف موسى جيداً، لو قرأ جملتي من قبره لضحك.
طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م