قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
بـــاص ســـــارة
صحيفة الوقت - حسين المحروس - 2009/04/21 - [الزيارات : 4381]

نص وتصوير حسين المحروس:

- هذا أنتَ «تْهاجل» بكاميرتك؟
كانت «سارة» تلفت انتباهي بشعبيتها العفوية في تواصلها إشارة كي أبتعد قليلاً لتوقف باصها الصغير، مركبة الرزق البيضاء. عرفت لاحقاً أنّها سيد وسيدة البيت في آن، أو هي «السيد أمّي» كما جاء عنوناً لفيلم مايكل كيتون (Mr.Mom) أحد أهم وأشهر الأفلام التي تتناول مسألة بقاء الأب في البيت (stay-at-home dad) بدلاً من الأم التي سوف تخرج وحدها إلى العمل، وهو تغيير جذري للدور التقليدي لمهمّة الوالدين في كافة الحضارات في العالم: الأم ربّة البيت، والأب يخرج لتحصيل الرزق.
القانون العرفي «بقاء الأب في البيت» أو (stay-at-home dad) في أوروبا يلزم الأب - لكن بعد موافقته طبعاً - أن يصبح هو «ربّة البيت»، يقوم بأدوار ومهمات ربّات البيوت كافة، منها العناية بالأطفال حتى لو كانوا رضعّاً. لكن متى يصبح هذا الاتفاق فاعلاً؟ عندما يخرج الوالدان للعمل لكن راتب الأم أعلى بكثير من راتب الأب. طبعاً هذا لا يحدث هنا حتى لو كان راتب الأم عشرة أضعاف راتب الأب. ستؤدي هذه الأم كلّ مهمات ربّات البيوت أيضاً.
تستيقظ «سارة» فجر كلّ يوم، تدير محرك «مركبة الرزق» استعداداً لبدء يوم عمل جديد لن يكون أقلّ وطأة من الأيام التي قبله منذ خمسة عشرة عاماً. تغادر البيت في تمام الساعة الخامسة وعشرين دقيقة صباحاً. تبدأ بالمرور على بيوت طلاب المرحلة الثانوية أولاً، ثمّ الابتدائية وبعد الانتهاء من توصيل كل واحد منهم إلى مدرسته يأتي دور أطفال الروضات والحضانات. تعود إلى البيت في تمام الساعة التاسعة لترتاح من عناء السياقة المرهقة جداً وتقوم بشؤون بيتها الاعتيادية. تخرج مرّة ثانيةً في تمام الحادية عشرة لإرجاع ركّابها الصغار إلى منازلهم مبتدأة بما انتهت به: الروضة والحضانات، الابتدائية، الإعدادية وأخيراً الثانوية. ولا تنتهي إلا قبل الثالثة ظهراً بقليل. سوف ترتاح قليلاً استعداداً لجولة العصر حتى الساعة 30,7 ليلاً. وهي إذ تفعل ذلك كله تُلقي أحلى التحيات على الأمهات في الصباح، وبعض الآباء، تسأل عن الغائبين منهم، وعن مرضاهم، ومسافريهم متى يعودون، ولا تنسى أن تفعل ذلك. تقول سارة «لا يعتبروني سائقة فقط، وثقتهم بي عالية».

مكان: وجودك مهم وحيوي بالنسبة لهم فما الذي يحدث لو - لا سمح الله - أصبت بمرض عارض؟
- سارة: في هذا المهنة لا شيء اسمه مرض، عليك الخروج مهما كان وضعك الجسدي. لا اعتذارات ولا استراحات.. الرزق لا يلتفت إلى القاعدين.
خرجت معها في جولة عمل كانت مرهقة على قصرها. حركت سارة الباص قبل الموعد بقليل. قادته بمهارة المتمكنين في الشوارع والأزقة، ترواغ به في خريطة المنتظرين. قلت لها «سأجلس في الخلف» فقالت: الآن سوف أقلّ طفلةً من شقق مدينة عيسى أولاً، ثم طفلاً آخر من بيوت المدينة، ثم طفلتين وطفلاً ثالثاً من مدينة زايد، ثم طفلاً آخر من.. وهكذا..

مكان: طبعاً تسجلين كلّ ذلك في أوراق؟
- سارة: لا تسجيل إلاّ في الذاكرة.

مكان: لكن الطلاب يتغيرون في كلّ فترة، في كل عام؟
سارة: لقد اعتدت على ذلك.. لا أحتاج إلى مذكرة ولا خرائط للأمكنة.

مكان: كم عدد العاملات من النساء في هذه المهنة؟
- سارة: هنّ كثيرات.. أنا ألتقي مع ست سائقات باص مثلي عند باب روضة واحدة «أم عبدالله، أم حمد، أم مرزوق، أم عبدالله الثانية، أم وليد، وأم محمد» نلتقي هناك ويدور بيننا الحديث.

مكان: عن المهنة؟
- سارة: عن البيت، والمهنة، والرزق، وعنّا أيضاً.
باص سارة «مركبة الرزق» للعائلة كلّها، المكان المتحرك للرزق غير المستقر. وجدتها في رحلتي القصيرة معها ما كانت تنقل التلاميذ، كانت تذرع الشوارع بخفة المهموم وتنقل المكان. لا أعرف من نساء الخليج كلّه مَنْ ينقل المكان غيرهن.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م