قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
عَسفُ الحديد.. «الحلقة الثانية»
حسين المحروس.. جريدة الوقت - 2008/12/14 - [الزيارات : 2611]

للسوق رائحة عسف الحديد، وصبر رجال سُمر من لحم وحديد
عَسفُ الحديد.. «الحلقة الثانية»
لا توجد لدينا خرائط تعرّفنا بأسماء المحلات و«الأمكان» وتحولاتها

 


الوقت - نص - حسين المحروس:
للأسواق رائحة المكان..
لكلّ سوق رائحة، لكلّ مكان سيرة الرائحة فيه: البيت، غرفة المرأة البكر، غرفة المرأة التي لم تنجب، غرفة المسن الذي لم يتزوج، غرفة الزوج إذا سافرت زوجته، قفص الحمام، المكتب، السجن، البستان، السيارة، خزانة الملابس، خصوصا خزانة ملابسها بعد الزواج، الثلاجة، مرتبة السرير، أعني المقعّرة منها، المطبخ القديم، سوق اللحم، سوق الفواكه، وسوق الحدادة القديم بالمنامة رائحة عسف الحديد، وصبر رجال سُمر من لحم وحديد.
يقع سوق الحدادة على شارع الشيخ عبد الله في وسط المنامة تقريباً، جنوب فندق صحاري حالياً. يشكل سوق الحدادة مع مجموعة دكاكين ومحال مثلث قائم الزاوية فيها يقع السوق نفسه. في داخل هذا المثلث سوق لبيع الماء الحلو، يجلب من ''عين الحنينية'' بالرفاع؛ لذا أخذت هذه السوق اسمها من اسم العين فسُميت بـ ''سوق ماء الحنينية''. عربات فيها قُرب من جلود محمّلة بالماء تجرّها حمير. لا يقوم السوق، ولا تُرى هيئته حتى تتجمع العربات فيه. ينتهي السوق فيتحول مكانه إلى ساحة مفتوحة لكلّ شيء. مَنْ يقوى على القول: إن للماء رائحة؟! وبعد أن جاء الماء في البيوت وغابت السوق، تماما صارت الساحة لجمع زبالة سوق المنامة. طبعاً.. تغيّرت رائحةُ السوق. في هذه الساحة أيضاً نجد في أوقات متباعدة ما يشبه التلّة السوداء، تلمع من بعيد. يُسميه الحدادون ''الفحم الحجري''، وهو يجلب من شركة النفط (بابكو). سهل النقل، سريع الاشتعال، ومضاره الصحية أقلّ بكثير من ''فحم خاقه'' الذي يستعمله الحدادون اليوم. لا علاقة لـ''خاقه'' بالمعنى السلبي الذي نعرفه: متعب، محبط، فاشل مع أنّ حالة الحدادين البحرينيين اليوم ''خاقة'' إلى أقصاها! وفي هذه الجهة أيضاً ستجد ورشة نجارة ''منجرة'' السيد عبدالرحمن «أبوخالد».
لازلنا داخل المثلث الحيّ.. فمن الشمال يحدّ سوق الحدادة شارع الشيخ عبدالله، ومن الشرق يأتي استوديو المصور الفوتوغرافي أحمد عبدالله الماضي (من حي النعيم بالمنامة. تعلّم التصوير في الهند، وتوفي في العام 1976) [1]، دكان صغير لـ ''أبو ادريس'' لبيع أدوات النجارة، محل ''السومالي'' لبيع الثياب، خصوصا الثقيلة منها. وفي قمّة المثلث محل ''سالم فون'' لكلّ ما يتعلّق بالموسيقى والغناء الشعبي آنذاك. لا توجد لدينا خرائط تعرّفنا بأسماء المحلات و''الأمكان'' وتحولاتها. لدينا خرائط تُوضح حدود العقارات وليس أكثر من ذلك.
تأخذ سوق الحدادة شكلاً مربعياً علاماته أسطوانات متينة مربعية الشكل أيضاً، واللون الأسود، وأصوات المطارق تهوي على الحديد العنيد، لكن ليس في هذا المكان. فحرارة الرزق تُلين الحديد. الحدادون السّمر هنا كلّهم داود النبي.
تبلغ عرض كل أسطوانة قدمين تقريباً، وارتفاعها ثمانية أمتار تقريباً هو ارتفاع السوق. وهي مبنية من الحجارة المرصوصة إلى بعضها البعض بالجصّ، تصل بينها بشكل أفقي سيقان خشب أشجار ''الجندل''. وقد تمّ الأخذ في الاعتبار الحرارة المنبعثة من المصهر اليدوي فلم يجعلوا سقف السوق من ''المناكير'' الناعمة، القوية كما هو شائع في تلك الأيام، بل من شرائح الصفيح ''الجينكو''. وهو أيضاً لا يغطي سقف السوق كلّه، فثمّة فسحات للضوء ليهبط على خجل. فلكثرة السواد في هذه السوق ما عادت الشمس قادرة على إضاءته كما ينبغي. أحياناً تعجز الشمس لكنّها لا تعترف!

****
[1] راجع ''أحمد الماضي.. صورٌ ملوّنة بلذّة ما بعد السياج''، حسين المحروس، مجلة البحرين الثقافية، العدد ,27 يناير/ كانون الثاني .2001

* ملحوظة: صور الحلقة الثانية من ''عسف الحديد'' من أرشيف السيد فيصل جعفر الحداد، فشكراً له، وللصديق صادق أحمد رحمة.

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م