قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
مـــــن ســـيرة الحمـــام......................رضا خميس
حسين المحروس.....جريدة الوقت - 2007/11/03 - [الزيارات : 5831]

رضا خميس

مـــــن ســـيرة الحمـــام

أسمر البشرة، أسمر أكثر، يجيد الضحك، والكلام، والهدوء ولا يتوقف عن شرب الشاي. في لقائي الأوّل به قال ''هذا بيت أبي. أقفاص حمامي في السطح. أنا أسكن في مدينة حمد، وأخرج كل يوم لرعاية حمامي. سبب لي ذلك أزمة اجتماعية: أن يطير بي ''الشوق'' هنا كلّ يوم؟ أعرف لن يحتملك القريبون منك''. رأيته لا يتوقف عن شرب الشاي في تتابع لا يجعل حرارة الكأس تفتر. كانت عيني على الشاي فلم يلفت. عرفت أنه في حالة تجلي مع ''الشوق''، وأن الكلام على الحمام نوع من ''الشوق'' أيضا. في تلك الليلة الرمضانية لم أحض بكوب شاي إلا بعد أن ناداه أحدهم من الخارج، فراح يتفقده. فلما فضحت يسر كرمه معي للشوقيين ضحك وقال '' لم ألتفت صدقني''.
في حواري الطويل معه أبدى خميس قدرة على امتلاك معلومات كبيرة عن الحمام، وتجربة طويلة تمتد به منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي، وأرشيف متواضع من صور فوتوغرافية لأجيال من الحمام مرّت به. مجموعة من أعداد مجلة ''باكستانية'' مختصة في الحمام، وكتب أوروبية قديمة عن الحمام.
* بروفايل: من تريد أن تبدأ سيرة الحمام؟
- منذ أن كنت في الصف الرابع الابتدائي. كنت أدرس في مدرسة البلاد القديم الابتدائية، وكان أخي ''صادق'' في الثاني الابتدائي وكنت أنا حينها في الصف الرابع الابتدائي، وكان عمي ''حسن حبيل'' يعشق الحمام وقام بشراء حمام عاديين من سوق الأربعاء وكان بيتنا قديما على طراز ''الروزنة'' وكنا نضعهم في الروزنة. نهرب من المدرسة ونصطادهم إلى أن تعلقنا بالحمام. حدث ذلك من باب ''الشطانة''، فكنا نحط على أسطح البيوت ونجلب الفروخ إلى بيوتنا. ولمزيد من الإخفاء نقوم بعملية تبادل فروخ الحمام بيننا وبين بيت عمتي في قرية ''أبو قوة'' فتضيع الحسبة بتلك الطريقة. اذكر من ضمن المواقف التي حصلت مع الأخ ''عبدالزهرة السفسيف'' الذي كان يربي الحمام بطريقة أفضل منا. ربما لأنه كان يكبرنا في السن. ماذا حصل؟ كنا نصيد حمامة واحدة فقط من حمامه من نوع ''قلابي'' وهو الحمام الذي يتفنن في تقليب جسده مرات عديدة أثناء عملية الطيران، ونخفي تلك الحمامة. يحاول منافستنا فيصيد مجموعة من حمامنا من نوع ''الدشتي'' الرخيص ويضعها في كيس من الخيش ويلوح به من بعيد لنا فنضحك. لقد اصتدنا حمامة ''قلابية'' فماذا تفعل أنت ''بالدشاته''؟
بهذا الشكل نصيدها
* بروفايل: كيف تقومون بصيد الحمام ''القلاليب''. لاحظ أنك لا تعني الفرخ الذي لا يطير؟
- إما بالشناقة أو بسحارة موضوع فيها طعام وكنا نحتفظ بما فضل من الرز المطبوخ من أجل الحمام. إذ إن الحمام معروف بنهمه الشديد وحبه للأكل. أكثر حياة الحمام أكل وتكاثر. وكان جارنا هذا لا يُطعم حمامه لذا نقوم نحن باصطيادهم عن طريق الأكل، وهو بدوره أخذ يصطاد حمامنا كما قلت لك. أحيانا نتفاجأ بحضوره في الحال للبحث عن حمامه لكنه لا يعثر عليها، لماذا ؟ كان لدي جدار وهمي من الخشب لا أضعه إلا إذا استلزم الأمر. هذا الجدار يخفي ما وراءه من سحاحير الحمام، ويبدو للناظر أن الأمر طبيعي جداً.
في إحدى المرات أحضر ''عبد الشهيد حسن'' حماماً من النوع الإيراني فأخذني الفضول، أنا الذي لا أربي حينها إلا الدشاتة من الحمام، فمن أين يجلبون تلك الأنواع؟ وكان حسن هذا يعرف الحمامة من بعيد. فلما مكنت من إحدى حمامه تلك قمت بقص تاجها الجميل في أعلى رأسها، وغيرت في شكلها فجعلت لونها الأبيض مستعيناً بقلم ألوان. غيّرت من ألوانها لتصبح كالحمام الباكستاني. أتي يسأل عن حمامته قائلا بأنه قد شاهدها تهبط في بيتنا فدعوته للدخول والبحث عنها بنفسه. لكنه لم يجدها. وبعد مرور عدة سنوات وبعد أن فرّخت كثيراً أخبرته بالقصة، فقال لي: ولكني لم أتعرف عليها وهي أمامي؟ فرددت عليه: كيف تتعرف عليها وقد تفننت أنا في وضع المكياج على وجهها؟
إذن، كنا في بداية الأمر مع ''الدشاتة'' ثم القلاليب. فترة الانتقال كانت بسبب الشباب وليست بسبب ''عبدالزهرة'' أو غيره إنما بسبب خليل عباس الذي كنت معه في سنة دراسية واحدة. أذهب معه إلى بيتهم فأرى حماما غالي الثمن لا نستطيع شراءه. لقد كان والده ثريّا. أما نحن فلا نشتري بأكثر من 500 فلس أو دينار. كانت عائلته تجلب الطيور من إيران. كلما رأيتهم دخلتني الحسرة. فعرض عليّ مرّة تربية بعض فروخ من تلك الحمام فقبلت.
* بروفايل: هذا يعني أنك لم تشترها من عنده؟
- طبعا لا.. أعطاني إياها بالمجان، فلم نكن نستطع في تلك الفترة أن نشتري مثل تلك الطيور، بعد فترة تقريبا في الثمانينات كانت لدينا القلاليب بكثرة، وكان لدينا شغف أكبر بالقلاليب وأخذنا نخلط ونوالف (إيراني، مسجي، فارسي ) لكي نُخرج ألوانا من الحمام القوي. لكنها في النهاية تجارب.
التوليف بين الحمام
* بروفايل: مسألة المزج بين حمامتين مختلفتين ..كيف تكون؟ هل هي فعلا سهلة كما يقال يفعلها حتى الصبي؟
- مثلا أنت تختار ذكر إيراني وذكر كويتي أو هندي، فالذكر الإيراني ألوانه محددة أما الكويتي والهندي فلا لون لهما فقط هناك الأملح والأسود والأحمر. الإيراني ألوانه متعددة ( فهناك الأحمر والأصفر والبيج والأبيض الخالص ) يمكنه أن يعطيك ألوانا جميلة جداً. صار لدي من الحمام الكثر من الألوان والأنواع. يعني في السنة الماضية أرسلت إلى ''دبي'' نوع الحمام يسمونه ''الخضام'' يشبه الحمام الدشتي من الخارج. ولكن عندما يكون بين يديك وتهزّه هزة واحدة فقط يتقلب باستمرار، ويكون طيرانه بهذا التقلب لا يتوقف إلا إذا أمسكت به.
* بروفايل: وإن لم تمسكه؟
- قد يتيه أو يموت، أو يصطدم بشيء ويقف.
* بروفايل: نعود للتزاوج وتوليف الحمام وإنتاج الفصائل.
- التزاوج يعني أنت تريد أن تخلق لك فصيلة تحتفظ بها لنفسك وتكون أنت من يصنعها، طبعا رب العالمين هو خالق كل شيء، ولكن أنت تريد إيجاد شيئا جديدا، وتلك مرحلة مهمة بالنسبة لنا كمربين للحمام فيستطيع الناس أن تميز طيوري عن طيور غيري، فأنت تُخرج نسلاً ينتشر على مستوى البحرين ويصبح النسل معروفا. مربي الحمام لا يفرط في نسله الذي صنه وإن دفعت له مبلغا كبيرا من المال. أنا شخصيا لدي زوج طير جلبته من دبي وركبت من فروخه وأخرجت نسلاً جديدا وقد تم عرض مبلغ 800 دينار لأبيعه ولكني رفضت، في حين أن قيمته وهي أفراخ 800 فلس، ولكن الفرق هنا هو أنك صنعت شيئا جديداً لفت نظر الناس إليه.
أذكر في تلك الفترة ''الثمانينات'' التي كنا نربي فيها حمام ''القلاليب''. نذهب إلى سوق الجمعة ''المقاصيص'' نشتري الطيور على حسب ما يتوافر لدينا من مال ادخرناه من مصروفنا اليسير.
البيت كله حمام
* بروفايل: ألا تواجهك مشكلات مع عائلتك كونك ما زلت صغيرا حينها وتنفق مصروفك في شراء الطيور؟
- على العكس من ذلك، والدتي وأخواني يحبون الحمام، ففي الفترة التي كنت أربي فيها الحمام وأنا صغير لم أتعرض لأية مضايقات، فمن وجهة نظري أهلنا بتلك الطريقة قد حافظوا علينا لكي لا نتوجه لأشياء أخرى تضرنا، فتركونا مع الحمام وهي أجمل ما ينشغل به إنسان.
* بروفايل: الحمام يدعوك لحبّ الوحدة والانفراد بنفسك ويعطيك فرصة أكثر للتأمل. ما رأيك؟
- هذا الأمر يقع إن وصلت أنت إلى مرحلة التربية، فالهاوي يختلف عن المربي، فهناك فترة الهاوي وهناك فترة المربي. ففي البداية تكون مجرد هاوٍ أما بعد ذلك تدخل في مرحلة التربية التي يحدث فيها ما ذكرته.
* بروفايل: ما هو أول زوجي حمام قمت بشرائه؟
- أول فصل كان الدشاتة وكان سعره على ما أذكر ديناراً واحداً.
فمن حسن حظي أني لم أشتر الكثير من الطيور، إذ اشتريت الدشاته مرة واحدة، ومرة أو مرتين اشتريت القلاليب، والباكستانية لم أشتر إلا مرتين أو ثلاث إلى حد الآن .
عرف هدايا الحمام
* بروفايل: ماذا عن البقية؟ من أين جاءت؟ من السطوح أيضا؟!
- ههههه. لا.. البقية كانت عن طريق أصدقائي حيث تعرفت على الكثير من الأصدقاء، فالصديق لا يبيعك وإنما يعطيك. هذا قانون عرفي بين مربي الحمام. لكن من غير الذوق أن تبيع الحمام المهدى إليك من صديقك. هذا عيب كبير يخل بسيرتك أمام مربي الحمام.
* بروفايل: نعود لسيرتك مع الحمام..
- كما أخبرتك في الثمانينات كنا نتعامل مع القلاليب سواء أكانوا إيرانيين أم كويتيين، ولكني لم أتطور مع الحمام الإيراني، لأنه لم يكون هناك تشجيع في اللعبة والتحدي.
* بروفايل: هل بدأت تشتري حماماً غير الدشاتة؟
- نعم الإيرانيين، ولكن كيف دخلت في شراء الحمام الباكستاني.. بالنسبة لي كانت تحوّل مسار بنسبة 180 درجة.
* بروفايل: قبل أن نأتي للحمام الباكستاني.. أيام الدشاتة والقلاليب أين كانت ''الصندقة'' أعني قفص حمامك؟ أريد تفاصيل المكان..
- كان بيتنا عبارة عن دور واحد قديم، لا يوجد فيه ''درج'' وإنما نعتمد على القفز. وكان من غير سور الذي يسمونه ''وارش'' وكانت الصندقة عبارة عن خشب قديم يحيط بها شبك. وهذا أفضل من مرحلة ما قبل الصندقة كنا نضع الحمام في سحاحير خشبية مصفوفة بطريقة معينة .
دخلنا مرحلة القلاليب وبعد أن انتهينا من تلك المرحلة دخلنا مرحلة الباكستاني في العام ,1986 والسبب كان أن مربي الحمام المشهور ''أمير مرهون'' الذي يسكن ''البلاد القديم'' كان يجلب الحمام من باكستان، حيث كان لديهم دكان، ولكني لم أشتر من مرهون وإنما أذكر أن أول زوج باكستاني اشتريته بـ 15 ديناراً من منطقة باربار من شخص يدعى ''مهدي المقابي'' وهو الآن يعمل معي في البلدية .

مرحلة الحمام الباكستاني
* بروفايل: إلى الآن يقوم بتربية الحمام؟ ماذا بعد ذلك؟ ماذا فعل الحمام الباكستاني في سيرتك؟
- لا أعلم به، ولكن هو كان من مربي الحمام القدماء.
بعد مرحلة الـ 86 بدأنا ندخل السوق ونشتري الحمام الباكستاني وأول فصل أخذته بـ 15 ديناراً، وأذكر أني تعرضت لمقلب يومها إذ أخبرني البائع بأن هذا الزوج هو أحسن زوج عنده في الصندقة لذلك أنا اشتريته بـ 15 ديناراً، إذ يعد ذلك المبلغ كبيرًا في ذلك الوقت، فماذا فعل؟ غير زوجي الحمام ولم يغيّر البيض ظنا منه أن البيض سوف يفسد بالنقل، لكن ذلك لم يحدث. لقد اعتنيت بالبيض بعد أن حمته في علبة سيجائر ملفوفا في محارم ورقية وقاية له. كنت حينها أعمل في شركة الالبان. فرحت عندما فقس البيض. لدي الآن منها أكثر من 22 حمامة. وفي يوم من الأيام زارني عمار جاسم وقال لي : أنت تقوم بتجميع تلك الفروخ لماذا لا تجرب غيرها. فقلت له: لا، لكني بعد ذلك رحت أجرّب غيرها من الحمام وكانت المفاجأة أن طيرانها ضعيفاً فأطلقت عليها اسم ''البش''.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م