قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
كريم المحروس......المؤسسة الدينية والدور الحضاري, كيف تؤدي المؤسسة الدينية التعليمية دورها الاجتماعي؟
جريدة الوقت - 2007/10/22 - [الزيارات : 3403]

المؤسسة الدينية والدور الحضاري
كيف تؤدي المؤسسة الدينية التعليمية دورها الاجتماعي؟

العدد 606 - الجمعة 8 شوال 1428 هـ - 19 أكتوبر 2007 استردت المؤسسة التعليمية في العراق وإيران على سبيل المثال مكانتها الاجتماعية حين تصدّت لحاجات الناس وجعلت منهم هدفها، فاستخرجت العلوم إلى حيث فعلها وحيويتها وعالجت هموم الناس وأسست للمواصفات الشخصية المثالية التي يتوجب أن تسود المجتمع. وحين كشّرت قوى الاستبداد والهيمنة والاستعمار عن أنيابها كانت المؤسسة التعليمية الدينية لها بالمرصاد فاستثمرت وجودها وحضورها الديني الاجتماعي في وقت متأخر لتؤسس لحياة عزيزة تقودها زعامة مرجعية.

عند ذلك استطاعت المؤسسة التعليمية الدينية صناعة فقهاء عظماء ومراجع قادة حفظوا لهذه المؤسسة مكانتها، ولم تقتصر مهمتهم على وظائف إدارية متعلقة بالتعليم ومتابعة إلقاء الدروس والمحاضرات وبناء المدارس وملحقاتها وجمع الحقوق الشرعية وصرف المشاهرات على مستحقيها وفتح مجالس الإفتاء فحسب؛ إنما كانت اهتماماتهم أوسع من ذلك بكثير، فهناك النظر إلى المستقبل والتحولات الحضارية التي أخذت بعين الاعتبار، فتم من خلال هذا النظر خلق توازن بين التنمية العلمية والبشرية في المؤسسة التعليمية الدينية وبين مثل هذه التحولات، قبل أن يتكرر الحال فتباغت بمثل المباغتة الاستعمارية الناشئة عن حركات التبشير والاحتلال حيث عزلت المؤسسة التعليمية عن أثرها في المجتمع حينذاك.

إن التوازن الحضاري من الأمور المهمة جداً في حياة المؤسسة التعليمية الدينية، وليس المطلوب أن تنشغل المؤسسة التعليمية بشأن اجتماعي على حساب آخر ولا بشأن اجتماعي على حساب شأن سياسي أو العكس. وربما كانت أوضح الأمثلة الحضارية هي التي ضربها زعيما انتفاضة ‘’التنباك’’ السيدمحمد حسن الشيرازي و’’ثورة العشرين’’ الميرزا محمد تقي الشيرازي. ففي الوقت الذي تصدّا فيه للأمور السياسية؛ كانت زعامتهما للمؤسسة التعليمية الدينية تعد وتخرّج مجتهدين فقهاء تبتعثهم إلى مجتمعات بلاد المسلمين كمراجع وزعماء دين وليس كمبلغين ووكلاء يوضحون الأحكام الشرعية على مرجعهم أو يجمعون الحقوق المالية الشرعية.

فلابد من مواكبة تحولات المجتمع والمحيط الخارجي الذي يعد في الأساس الموضوع الهدف من نشوء المؤسسة التعليمية الدينية إلى جانب حفظ تراث أهل البيت والصحابة المنتجبين، في إطار حركة دءوبة نحو التنمية العلمية في المنهج والوسائل، مع تجنب انفلات زمام التوازن بين الوظيفتين. وفي ذلك يعترف بعض مفكري حوزة النجف بمدى الخلل حين فقد ذلك التوازن، ‘’فانشغال المرجعية الدينية في النجف بمواكبة الحوادث السياسية الخطيرة التي عصفت بالعراق وغيره من البلدان، جعلها تغفل عن مواكبة حوادث أخرى تتعلق بتطور العلوم والمناهج وطرق التعليم ونظم الدراسة وغير
ذلك مما يمكن الاستفادة منه في تطوير نظامها التعليمي ليكون مواكبا لروح العصر وطبيعة المرحلة وقد طبع هذا الأمر النظام التعليمي في جامعة النجف بطابع المحافظة والجمود، وجعل أمر الإصلاح غير يسير. ولما بدأت الطليعة الواعية من أساتذة الحوزة تشعر بالمشكلات التي تعاني منها الجامعة النجفية، كانت تتناقل ذلك سراً وفي غرف مغلقة، وقد صور الشيخ المظفر بداية الحركة الإصلاحية في مذكراته المخطوطة؛ أشار إلى أن بعضا من رجال الدين، كانوا يحلمون بإصلاح نواقص الدراسة العلمية في معاهد النجف الأشرف، فإن هذه النواقص كفقدان نظم التربية والتدريس في الامتحانات والمواد العلمية والأوقات والشهادات؛ كانت تهدد المفكرين (منا) بشل الحركة العلمية في مستقبل الجامعة القريب أو البعيد، يوم أن اصطدمت سفينة هذه الجامعة القديمة بتيار هذا العصر الجديد فهزتها في بحر متلاطم بالميول، ولكن الوقت الذي كانوا يفكرون في هذا كان يعوقهم عن التقدم في العمل ذلك التفكير المؤلم’’ (إبراهيم العاتي. النور. عدد 79 ديسمبر/ كانون الأول 1997م، ص58).

بعد أن صمدت علوم المؤسسة التعليمية الدينية وعصيت على دور إصلاحي أو تجديدي مساوق لتطور الظروف الاجتماعية والحضارية المحيطة؛ لم تعد ذات المؤسسة التعليمية قادرة على إقامة الأثر الكبير في هذا الوسط إلا بجهود ذاتية فردية مستقلة عند بعض العلماء. ولذلك عرف في عصرنا الحديث من بين العلماء في موجة الدعوة إلى الإصلاح والتجديد من كان قائداً ومفكراً وسياسياً وفقيها عظيما في ذاته، وكان من بينهم بعض تلامذة الشيخ الأنصاري، كالشيرازي والأفغاني. وكان السيدمحمد حسن الشيرازي ممن تشاور مع جمال الدين الأفغاني قبل إعلان فتوى التنباك التي لامست أوضاع الناس وقربت المؤسسة التعليمية الدينية من حاجاتهم وهمومهم ومصائرهم، حيث تلقى الشيرازي رسالة من البصرة بعث بها الأفغاني وضح فيها الوضع السائد في إيران ومدى توغل الإنجليز وتلاعبهم بمصائر الشعب الإيراني عبر الاحتكارات والامتيازات التجارية التي وفرها لهم الشاه.

لعب السيد الشيرازي دوراً كبيراً في رد الاعتبار للمؤسسة التعليمية الدينية وعلمائها أمام النظم السياسية في العراق وإيران اعتمادا على المحيط الاجتماعي الكبير الذي توثقت روابطه مع المرجعية ومؤسستها التعليمية. وورد في سنة (1287هـ) أن ناصر الدين شاه جاء إلى النجف الأشرف ‘’فخرج لاستقباله علماؤها، فسلّم عليهم وهو راكب أيضا، ثم زاروه بعد دخولها ولم يخرج السيدمحمد حسن الشيرازي لاستقباله، ولم يزره، فأرسل إلى كل واحد مبلغ من المال، فقبله، وأرسل إلى السيد، فلم يقبل، فأرسل الشاه وزيره حسن خان يعاتبه، ويطلب منه زيارة الشاه، فأبى، فأصر الوزير، وأصر السيد، وبعد الإلحاح تم الاتفاق على أن يذهب الشاه لزيارة الحضرة الشريفة العلوية في وقت معين، ويذهب السيد إليها بهذا القصد وهناك يتم اللقاء، وهكذا كان، وزادت بذلك منزلة السيد عند الشاه، وعند الناس كافة، وكان ذلك أول ما ظهر من مخايل كياسته، وبعد نظره في الأمور. فأصبحت هذه الطريقة سنة متبعة عند كبار العلماء منذ السيدالشيرازي حتى اليوم، فإذا جاء إلى النجف ملك من ملوك المسلمين، أو من هو في منزلته أحجموا عن استقباله وزيارته، وإذا دعت الضرورة إلى الاجتماع التقوا به في الحضرة المقدسة. وكان للسيد جوانب أخرى لا تقل أهمية عن هذا الجانب. فبنى مدرسة لأهل العلم، وأنشأ سوقا في سامراء، وأقام جسرا على دجلة، وعيّن المشاهرات السرية للعائلات المستورة التي يحسبها الجاهل أغنياء من التعفف، وأعان من أفلس من التجار، من دون أن يعلم أحد بذلك، ورتب المرتبات للطلاب والمدرسين حسب مراتبهم ومنازلهم العلمية، وكان لا يخيب قاصداً كائناً من كان، عالما أو جاهلا، شيعيا أو غير شيعي، فكان الفقراء أو المعوزون من طلاب العلم وغيرهم يستدينون على عطاياه وفي النهاية أرسى السيدالشيرازي العظيم المبادئ الأساسية للزعامة الدينية’’ (مع علماء النجف الأشرف. ص 109-113).

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م