نجاح كبير لحملة الإمام الحسين للتبرع بالدم
تقدم 1200 وأخذت الدماء من 800 متبرع

أعلن وكيل وزارة الصحة الدكتور عبدالعزيز حمزة بأن الوزارة وافقت على انشاء قاعة خاصة في مجمع السلمانية الطبي للتبرع بالدم تحمل اسم الامام الحسين حيث سيتم عقد اجتماع اوليا يوم السبت 6 من مارس الجاري لتحديد انسب المواقع لاقامة المشروع.

جاء ذلك خلال زيارته لأكبر حملة تبرع بالدم تحمل اسم الامام الحسين (ع) تحت شعار «الحسين نبض الانسانية الخالد« التي اقيمت في مركز النعيم الصحي. وأشار الوكيل الى ان حملة الامام الحسين للتبرع بالدم بدأت بصندوق واحد هو صندوق النعيم الخيري وتضم هذا العام 17 صندوقا خيريا مشاركا في حملات التبرع على مدار العام، مشيدا بجهود القائمين على عمليتي التنظيم والتنسيق متمنيا ان يتم تطبيق خطة التنظيم في المراكز الصحية في اوقات الدوام الرسمي الصباحية. ومن جانب آخر أشار رئيس مجلس الشورى الدكتور فيصل الموسوي اثناء مشاركته في حملة التبرع بالدم إلى انه من الضروري اشراك المبادئ السامية في تخليد المناسبات الدينية وتعليم وترسيخ مبادئ الثورة الحسينية في اذهان وعقول اطفال المملكة، موضحا ان حملة التبرع بالدم تعبير عن مبادئ الثورة كما انها نقلة نوعية بالنسبة للاحتفالات بيوم عاشوراء بالاضافة الى ان المسيرات التخليدية المتمثلة في مواكب العزاء الحسينية تعيد ذكرى احداث عاشوراء. واتسمت الحملة بحرص الشخصيات البارزة في المجتمع البحريني على المشاركة ومنهم رئيس ومدير الاوقاف الجعفرية ومحافظ الشمالية احمد سلوم وكبار رجال الدين كالشيخ عيسى قاسم وعلي العصفور وعبدالله الغريفي وحسن مشيمع ورؤساء الجمعيات السياسية مثل علي سلمان ومجموعة من النواب أمثال عبدالنبي سلمان وعدد من اعضاء المجالس البلدية. وفي لقاء مع أول المتبرعين في الحملة السيد سعيد القلاف بين الأهداف السامية التي جاءت من أجلها كل هذه الأعداد الهائلة وما تمثله من موسم عاشوراء وموسم البذل والعطاء الذي روى شجرة الحياة حياة العقل والقلب والروح وابقى في الامة القيم التي لا تستقيم بدونها حياة او بدون تفاعلها مع اجواء هذا الموسم المعطاء في تضحياته الكبيرة وخطواته الهادفة. قاعة للتبرع بالدم في السلمانية ومن جهته ذكر رئيس المجلس البلدي السيد مرتضى بدر ان المجلس سيرفع توصية إلى وزير البلديات قريبا عن اقامة قاعة في مستشفى السلمانية تحمل اسم الحسين وتكون مخصصة للتبرع بالدم من منطلق نجاح حملة الحسين للتبرع بالدم للسنة الخامسة على التوالي، مشيرا الى انه ليس غريبا على نساء المملكة تحمسهن واندفاعهن من أجل المشاركة في عملية التبرع وخصوصا ان المرأة البحرينية معروفة بمواقفها في دعم مختلف فعاليات البلاد، ومن المتوقع ان يزيد عدد المشاركة النسائية في الاعوام المقبلة الى اكثر من 300 نتيجة للوعي ورغبة منهن في احياء ذكرى عاشوراء، متمنيا رؤية المواكب الحسينية النسائية في البلاد. وذكر مرتضى ان صندوق النعيم الخيري بالتعاون مع بنك الدم المركزي قد تمكن من وضع بصماته على مراسم عاشوراء وهي تعد فخرا للشعب البحريني الى جانب ان النعيم تميزت هذا العام بنشاطات متعددة تتعلق بذكرى عاشوراء كإقامة المسرحيات ومعرض الصور الفوتغرافي وتقديم أول اوبريت غنائي يستعرض الجانب التاريخي من الحدث بالاضافة الى البث الحي على شبكة الانترنيت بمختلف اللغات وفتح المجال امام المهتمين في المناقشة والاستفسار عن حملة التبرع بالدم.

عطاء انساني فياض كما أوضح رئيس صندوق النعيم الخيري السيد سعيد مرهون أن الحملة هذا العام استعدت لاستقبال افواج المتبرعين إلا انهم فوجئوا بوصول اعداد كبيرة منهم قبل موعد فتح عملية التبرع بساعتين على الأقل الامر الذي اربك فريق العمل ودفعهم إلى استعجال الأمر والتخفيف من حدة الازدحام إلا ان الامور سارت على ما يرام وتم تقسيم العمل بين فريق التنظيم البالغ عددهم 80 منظما والطاقم الطبي الذي يبلغ 30 متطوعا بينهم 6 اطباء يشرفون على سلامة المتبرعين حيث انه يتم التأكد من ان المتبرع على استعداد كامل للتبرع عن طريق إلقاء نظرة على ملفه الطبي والتأكد من خلوه من الامراض المعدية والمزمنة وايضا بإجراء عدة فحوصات طبية كضغط الدم والوزن والطول. أما رئيس بنك الدم السيد محمد الشهابي فقد توقع ان يزيد عدد المتبرعين هذا العام عن الاعوام السابقة بسبب الاقبال الكبير من جانب الجمهور، مبينا ان الكمية الاستيعابية لمركز بنك الدم المركزي تتراوح بين 500 ــ 600 وحدة دم نظرا إلى محدودية فترة التخزين التي يحتفظ بها بنك الدم بالوحدات والتي تصل الى 42 يوما فحسب. وأشار الشهابي الى ان كمية الدم المسحوبة من المتطوع هي نصف لتر على ان تكون نسبة الدم بجسمه بالنسبة للرجال 13.5% جراما، اما النساء 12.5% جراما، وقد تحصل حالات من الاغماء والفزع والاصابة بالدوار بين المتبرعين نتيجة للتعب والارهاق او الخوف من عملية سحب الدم الا انها تكون في فترة قصيرة ويتم على اثرها اراحة المتبرع الى ان يعود الى حالته الطبيعية وفي بعض الاحيان يتم ايقاف عملية السحب خوفا على صحة المتبرع. وأكمل: ان أغلب الأمراض التي وجدت في كميات الدم المتبرع بها في العام الماضي كانت التهاب الكبد الوبائي والامراض التناسلية كالزهري حيث انه لا يمكن الكشف عن وجود امراض الدم الا بعد أخذه من المتبرع، كما ان جهاز الكمبيوتر الذي يحتوي على الملف الطبي للمتبرعين يساهم في معرفة الامراض التي يعاني منها المتبرع وتوفر الجهد والتعب على الاطباء، مشيدا بمجلس امناء صندوق النعيم والطاقم الطبي على جهودهم في هذا العطاء الانساني. وبين الدكتور عادل الصياد أن مشاركة الكادر الطبي كانت فعالة في هذا اليوم حيث انهم يشرفون على عملية التقييم الاولي للدم المتبرع به عن طريق التاريخ المرضي مرورا بالمشاكل الصحية للمتطوعين واعتمادا على النتائج يتم فحصهم ما إذا كانوا يصلحون للتبرع ام يعانون من مشاكل صحية تعوق ذلك. اقبال منقطع النظير لحملة التبرع وخلال تفقده لحملة التبرع النسائية أكد وزير الصحة الدكتور خليل إبراهيم يوم أمس الأول أن حملات التبرع تدعم وتلبي مخزون بنك الدم، مشيرا إلى أن حملة النعيم من الحملات الرائدة بالبحرين التي كان لها السبق و للعام الخامس على التوالي في تزويد بنك الدم بدماء وطنية تسهم بدورها في تخفيف آلام المرض وتساعد البعض الآخر على الحياة. وكان للمنسق العام لحملات التبرع الحسينية بالدم الدكتور إبراهيم المسترشد رأي خاص حول هذا الإقبال المنقطع النظير على حد قوله بأنه مبشر بالخير والناتج عن الوعي الذي أصبحت المرأة البحرينية تتمتع به من الناحية الصحية لعملية التبرع ورغبتها في المشاركة في تقديم المساعدة لبعض المرضى المحتاجين لهذه الدماء ، مشيرا إلى بعض من الأهداف السامية التي تتجلى في عملية التبرع وهي إبراز الصورة الحضارية لثورة الإمام الحسين «ع« وتعميق روح العطاء لخدمة الإنسانية إضافة لدعم مخزون بنك الدم المركزي خدمة للمحتاجين من المرضى وتدعيما لروح الأسرة الواحدة التي يتمتع بها المجتمع البحريني. التبرع يغطى مخزون بنك الدم 100% ومن جانبه صرح طبيب بنك الدم الدكتور ماجد الماجد بأن كميات الدم التي يتم الحصول عليها من حملات التبرع الحسينية المنظمة في هذه الفترة تغطي عجز بنك الدم بنسبة 100% على اعتبار انه يتم الحصول على جميع الفصائل حتى النادرة منها، كما أبدى دهشته البالغة من تقدم هذه الأعداد الكبيرة من المتبرعات معللا ذلك بالوعي الذي أصبحت المرأة البحرينية تتمتع به بالنسبة الى عملية التبرع مما ترتب عليه الحصول على هذه الكميات الممتازة من الدم إضافة للخصوصية التي لازمت الحملة حيث كان الكادر الطبي المشرف على الحملة نسائيا بالكامل، معبرا عن سعادته بالمشهد الرائع للإقبال النسائي لعملية التبرع بالرغم من الضغوطات التي تلازم المرأة في حياتها لكنها جاءت اليوم لتثبت انها قادرة على العطاء مثلها مثل الرجل تماما. دهشة الكادر الطبي وقد أبدت الطبيبة نجلاء أحمد الغانم العضوة باللجنة الأهلية لحملات التبرع الحسينية بالدم والمشاركة بالحملة عن دهشتها الممزوجة بالفرحة لهذه الأعداد الكبيرة من الشابات المثقفات اللواتي قدمن لعملية التبرع وتلبية نداء انساني بحت وثوري البعد، موضحة أن هناك نقص بالكادر الفني النسائي مما استدعي الطبيبات إلى القيام بدور فنيي المختبر والتمريض لا كمال عملية التبرع على اكمل وجه ولاعطاء مجال أكبر للمتبرعات في الحصول على الفرصة في التبرع وقد تقدمت باقتراح يساعد على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة بتمديد الفترة المقررة للحملة وجعلها على فترتين صباحية ومسائية. الاستعدادات الفنية ومن جانبها أوضحت رئيسة اللجنة النسائية المنظمة للحملة النسائية السيدة بدرية النعيمي ان اللجنة قسمت إلى خمس لجان لتمكن الفريق من التغطية المناسبة ولتفادي المشاكل التي يمكن ان تحدث نتيجة هذا الإقبال الذي لم نشهده من قبل في الحملات السابقة، فهذه الحملة لم تكن لتنجح أو تستمر لو لا استمدادها من فكر الأمام الحسين «ع« وعطائه المتدفق على مر العصور والأزمان، فهو الذي ارخص الدم الغالي من اجل الإسلام والإنسان فكان هذا العطاء الكبير نبراسا لعشاق الدرب السائرين على ذلك النهج القويم .