كتبت: فاطمة علي - محمود النشيط
شهدت القاعة الأمامية لمركز النعيم الصحي حضورا كبيرا من البحرينيات للمشاركة في حملة الامام الحسين عليه السلام الثالثة للتبرع بالدم والخاصة بنساء المملكة وذلك قبل انطلاقها مساء أمس. وتعد حملة الامام الحسين التي ينظمها صندوق النعيم الخيري بالتعاون مع بنك الدم المركزي من أكبر حملات التبرع التي تقام تزامنا
مع ذكرى عاشوراء الحسين (ع) على مستوى المملكة، حيث خصص يوم الثامن من محرم للنساء ويوم التاسع للرجال. وتقام الحملة سنويا بهدف تطوير مفهوم التضحية الذي يعتبر السمة الأساسية لموسم عاشوراء والخروج بالمناسبة عن نطاق المألوف وتأكيد تدعيم روح الأسرة الواحدة وتوعية الناس بأهمية دعم مخزون بنك الدم المركزي لخدمة المحتاجين من المرضى، كما أقيمت الحملة لهذا العام تحت شعار «الحسين يوحدنا«. وفي آخر إحصائيات الحملة سجلت الحملة خلال الساعات الثلاث الأولى من انطلاق الحملة تقدم 150 متبرعة. وقد أنابت وزيرة الصحة الدكتورة ندى حفاظ الوكيل المساعد للرعاية والصحة الأولية الدكتورة مريم الجلاهمة التي أشادت بمستوى التنظيم وبحجم الإقبال النسائي الحريص على المشاركة في هذه العملية الأمر الذي يعطي مؤشرا جيدا على حجم الوعي لدى المرأة بفوائد عملية التبرع وترجمة الاحتفال بالمناسبة الدينية لأغراض إنسانية. ومن جانب أخر قالت رئيسة الحملة صفية النعيمي «أم يثرب« إن حملات التبرع بالدم بدأت بحملة الإمام الحسين للتبرع بالدم التي أطلقها صندوق النعيم الخيري إلا أن الوضع تطور مع مر السنين باتت المشاركة أوسع حيث أصبح إجمالي عدد الصناديق المشاركة 22 صندوقا خيريا على مدار العام، مشيدة بجهود القائمين على عمليتي التنظيم والتنسيق التي بدأ في أدق أوجهها. ومن جانب آخر قالت نائبة رئيسة الحملة السيدة سميرة المصلى إن حجم الإقبال لهذا العام كان لافتا، حيث تم تسجيل تقدم 150 سيدة خلال الساعات الثلاث الأولى من انطلاقة الحملة وتم قبول 100 سيدة للتبرع بعد اجتياز الفحص الطبي، مشيرة إلى انه من المتوقع أن يزيد عدد المشاركة النسائية حتى نهاية الفترة، معللة ذلك بارتفاع درجة الوعي لدى المرأة البحرينية ورغبتها في إحياء ذكرى عاشوراء تأسيا بنهج الامام الحسين، مؤكدا أن صندوق النعيم الخيري وبالتعاون مع بنك الدم المركزي تمكن من وضع بصماته على مراسم عاشوراء التي تعد فخرا للشعب البحريني إلى جانب أن النعيم تميزت هذا العام بنشاطات متعددة تتعلق بذكرى عاشوراء. وحول الحملة الإعلانية للحملة قالت المصلى إن اللجنة استعدت قبل الحملة بفترة نظرا للتوقعات التي تشير الى تزايد اعدد المتبرعات، منوهة إلى إنهم فوجئوا بوصول أعداد كبيرة منهم قبل موعد فتح عملية التبرع الأمر الذي أربك فريق العمل ودفعهم إلى استعجال الأمر والتخفيف من حدة الازدحام إلا أن الأمور سارت على ما يرام. ومن جانبها أفادت الدكتورة زينب الجفيري التي تشرف على الحملة للعام الثالث على التوالي بأنه تم تقسيم العمل بين فريق التنظيم والطاقم الطبي الذي يبلغ 40 متطوعا بينهم 12 طبيبة يشرفون على سلامة المتبرعين و8 فنيات و20 ممرضة متطوعة، مبينة بأنه ومن خلال عملية الفحص الطبي الذي تخضع له المتبرعة يتم التأكد من استعدادها الكامل للتبرع عن طريق إلقاء نظرة على ملفها الطبي والتأكد من خلوها من الأمراض المعدية والمزمنة وأيضا بإجراء عدة فحوصات طبية كضغط الدم والوزن والطول. ومن جانبها أوضحت رئيسة اللجنة النسائية المنظمة للحملة النسائية السيدة بدرية النعيمي أن اللجنة قسمت إلى عدة لجان لتمكن الفريق من التغطية المناسبة ولتفادي المشاكل التي يمكن أن تحدث نتيجة هذا الإقبال الذي لم نشهده من قبل في الحملات السابقة، فهذه الحملة لم تكن لتنجح أو تستمر لولا استمدادها من فكر الإمام الحسين «ع« وعطائه المتدفق على مر العصور والأزمان، من اجل الإسلام والإنسان، فكان هذا العطاء الكبير نبراسا لعشاق الدرب السائرين على ذلك النهج القويم. ووجه الجميع شكرهم لدعم وزارة الصحة على رأسهم الوزيرة لتوفير جميع حاجيات المركز الصحي تحت إمرتهم، والى المتبرعين من أهل الخير. وفي جولة لـ «أخبار الخليج« أكدت إحدى المشاركات بالحملة انه من الضروري دمج المبادئ السامية لذكرى عاشوراء مع الواقع الحياتي والاجتماعي للأفراد عن طريق تعليم وترسيخ مبادئ الثورة الحسينية في أذهان وعقول الأطفال، مشيرة إلى أن حملة التبرع بالدم تعبير شكلا مطورا للتضحية والفداء من أجل الآخرين وهو ما تعلمناه من مبادئ الثورة الحسينية. وقالت أخرى إن الأهداف السامية التي تجمعت هؤلاء النسوة من أجلها في هذا اليوم ما هو إلا تمثيلا لموسم عاشوراء الذي يعتبر موسم البذل والعطاء كونه روى شجرة الحياة، حياة العقل والقلب والروح وأبقى في الأمة القيم، مشيرة إلى إنها تتبرع للمرة الثالثة على التوالي وتكون موفقة كل مرة تتم عملية التبرع بنجاح، مشيرة إلى أنها لمست وافدة تغييرا ملحوظا في الحملة من خلال توزيع درع على كل متبرع نجح في عملية سحب الدم منه، كما أخذت اللجنة الإعلامية عناويننا ليرسلوا لنا شهادات بأسمائنا عرفاناً وتقديراً على تبرعنا بالدم. { أصرت فتاة بحرينية على التبرع رغم إنها لم تكتمل العمر القانوني لإكمال التبرع، حيث بقى شهر واحد على إكمالها سن الثامنة عشر وهو السن المسموح به للتبرع الأمر الذي تطلب تدخل اللجنة المنظمة والكادر الطبي لإقناع الفتاة إلا إنها أصرت، وبعد محاولات تمكنت الفتاة من اقناع الكادر الطبي المشرف على الحملة الذي وافق على تبرعها. وفي النهاية نجحت الفتاة في التبرع وتحقيق هدفها بعد ان اجتازت الفحوصات الطبية. { مشهد آخر سجلته حملة الامام الحسين كان هذه المرة لسيدة في العقد السادس من عمرها حيث تبلغ 62 عاما أصرت على التبرع وتقدم دمها تأسيا بفداء الامام الحسين للأمة والتضحية بدمائه في سبيل تحقيق ذلك، إلا ان الكادر الطبي لم يسمح لها بالتبرع نظرا لأن الحد الأقصى للعمر المسموح به للتبرع 50 عاما وان التبرع يشكل خطرا عليها. |