قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
تغطيات صحفية
 
عشق الشعر والكتابة والخطابة وزهرة الياسمين.... الخطيب العدناني.. السيرة الجديدة
صحيفة الوقت - حسين المحروس - 2007/01/20 - [الزيارات : 4350]

 

عشق الشعر والكتابة والخطابة وزهرة الياسمين
الخطيب العدناني.. السيرة الجديدة

 

 

الوقت - حسين المحروس:

''امرأةٌ لا تلبسُ السوادَ ليستْ من قريتي. مُتلفعاتٌ بالسواد يدخلن على جدتي ليل نهار. لا يرى أحدٌ منهنّ شيئاً. ولأنّي طفل صغير كنتُ أرى كلّ شيء. فما إن تجلس المرأة حتى تكشف عن وجهها فأعرفها، وأعرف أولادها، وأسمع شكواها. مَنْ تحتاج منهنّ دواءً تأتي.. مَنْ ترغب في تحقيق أمر تأتي.. مَنْ ترغب في تعويذة، أو تيسيرة، أو حجاب لحمل، أو ولادة، أو إيقاف نزيف الولادة، تأتي أيضاً. هنا جدتي لا يخيب مَنْ يقصدها من نساء قريتي والقرى المجاورة. كان دواء جدتي - أم السيد كما يدعونها في القرية - الدعاء، والقراءة. تستلقي المرأة.. تكشف عن موضع شكواها في جسدها.. تضع جدتي أم السيد يدها عليه ثمّ تُتمتم بأدعية وأقوال. وقبل أن تغادر المرأة البيت تدعو للمريضة بالشفاء العاجل. تتحوّل القراءة إلى دواء لكلّ داء، ويكون للحروف سحرها الذي لا نعرفه''
استحضرت صباح أمس الجمعة 19 يناير/ كانون الثاني 2007 في تشييع جثمان السيد محمد صالح بن السيد عدنان الموسوي المعروف بالخطيب العدناني في قرية البلاد القديم إلى مثواه الأخير في قبر أمر بحفره وإعداده له قبل سنوات في مقبرة ''أبو عنبرة'' بالخميس. استحضرت سيرة خاتون بنت عبد الحسين جدة العدناني لأبيه بالذات قبل أيّ شيء آخر. لماذا خاتون بالذات من سيرة طويلة جداً كلّما حكي لي شيئا منها، نمت الحكايات فيها. استعادة السيرة يهبها اتساعاً، وشكلاً جديداً لبه الأمنيات.
قلت له في مطلع العام 2002 '' دعني أكتب سيرتك يا أبو عدنان'' ضحك وقال'' خذ هذا الكتيب الصغير فيه كلّ شيء.. ترجمة أبي، وأسماء زوجاتي وتواريخ دخولي عليهن وأولادي وتواريخ مواليدهم وألقابهم، والمنازل التي سكنت فيها.. يعني ما تحتاج إلي شيء آخر بعد هذا الكتيّب'' .. قلت له '' لا يا سيدنا أنا أريد أن أكتب سيرتك لا ترجمتك. السيرة أكثر اتساعاً.. في السيرة حركتك في المكان وحركة الزمان فيك.. في السيرة أمنياتك.. في السيرة طفولتك عند عين قصاري في البلاد القديم.. هل هذا الكتيب الصغير يحوي حياتك مكتوبة؟ .. أنا أريد أن أصنع شيئا آخر'' كعادته ضحك، قال '' تفضل يا حجي حسين'' وكان السيد قد تحرى عني جيداً وجمع معلومات عن أسرتي .. هذا جزء صغير من عنايته بالشخص القادم إليه. ''أين نلتقي يا سيد فقال : تعال عندي''.
في شقة صغيرة يسكن فيها إلى جوار جزء صغير من مكتبته لا يزيد عدد الكتب فيها عدد المزهريات المصفوفة على أرفف كثيرة، ولا تتجاوز عدد ساعات الحائط وساعات المكتب بدأنا نستحضر السيرة. الأسئلة كثيرة وما لدى العدناني يفوق همّة كاتب سيرة متواضع. يا الله لا أعتقد أني سأنسي ساعة السرد في يوم ما. وكلّما تمادى العدناني في السرد أخذني إلى ملامح سيرة رجل بأفق غير أفق رجل الدين. هذا الشخص المصنوع من هذا السرد أبعد بكثير ممّا في بالي من صورة رجل الدين.
في البدء كانت الأم. مرّ العدناني بنا على سيرتها وعلى صورتها التي لا يستحضر شيئاً من ملامحها. كلّ ما لديه عنها من جدته خاتون. حدثتني جدتي خاتون قالت: ''لم تبقَ أمّ مرضعة في قريتنا إلا أرضعتكَ رضعةً أو رضعتين.. أنتَ يا حبيبي ابنٌ لكلّ أمهات القرية.. وهذه الحُمرة في خديكَ ما بقي من حرارة صدورهن.. هؤلاء أقرانكَ وإخوانكَ من أولاد القرية. لماذا لم تعد تُشبههم؟''
كانت خاتون علامة العدناني على صورة أمّه، وكافلته إلى جنب الشيخ عبد الله المدني. فلما ماتت خاتون في نهار شهر رمضان سنة 1367هـ (1947) وحان موعد تلقينها في مقبرة ''أبو عنبرة'' بالخميس سُئل العدناني عن اسمها فلم تعرفه! يقول العدناني '' لا نعرفها إلا أم السيد'' فقال أحد جيراننا ''اسمها خاتون السيد حسين القاري، فحفظتُ اسمها منذ ذلك اليوم. هل كنتُ أحتاج أن تموت جدتي حتى أعرف اسمها؟ لم يضف اسمها على سيرتها شيئاً.. لم يزيّنها الاسمُ بشيء، هي أم السيد وكفى''
ولد العدناني يوم الخامس من ربيع الأوّل سنة 1339هـ الموافق 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1919 في قرية البلاد القديم. أبوه القاضي المعروف السيد عدنان بن علوي بن علي بن عبدالجبار الثالث الموسوي (1882-1928) الذي التقى في أبريل عام 1927 ولأوّل مرة بمستشار حكومة البحرين بلجريف في بيت الحاج عبدعلي بن رجب. وعلى إثر هذا اللقاء نشأت بينه وبين بلجريف صداقة فصار يزوره في بيته في جدحفص برفقة كلّ من الدكتور ديم طبيب مستشفى الإرسالية الأمريكية، وأحد كبار القساوسة في البحرين.
توفيت والدة الخطيب العدناني جليلة بنت علوي المتعبد بن حسين القاري بن سليمان بن محمد الأنور القاروني بعد شهرين من ولادته.
انتظم تلميذاً في المدرسة الأهلية المباركة العلوية في قرية الخميس. استمرت دراسته فيها عامين حتى بعد الإضراب الذي استمر ستين يوما احتجاجا على إبعاد عثمان الحوراني ويحيي الحموي. وبعد انتهاء الإضراب عاد بعض التلاميذ لاستكمال الدراسة ولم يعد العدناني. بدأ مشواره الحوزوي بعدها مباشرة بدروس أوّلية في كتاب ''الآجرومية'' في النحو العربي عند الشيخ محمد علي المقابي - رحمه الله - بالبلاد القديم. سرعان ما ترك المقابي والتحق بحلقة الشيخ محمد علي المدني(1944) التي لم يكن لها مكان محدد لشدّة فقر هذا الشيخ. بعدها توجّه للدراسة في ''لكنهو'' بالهند بدلاً من النجف الأشرف.
كتب مجموعةً لا بأس بها من المقالات في جريدة (سلفدار) في لكنهو، ثمّ في مجلة إسلامية هندية تدعى (الرضوان) تصدر باللغة العربية. في لكنهو شاهد العدناني مقالته الأولى منشورة فيها ففرح كثيراً. عرف أنّ النشر ليس أقل متعة من الكتابة.
لمّا عاد إلى البحرين كانت جريدة (البحرين) التي أسسها (عبد الله بن علي الزايد) قد بدأت للتوّ تصدر ، فنشر فيها العديد من القصائد والمقالات. كانت جريدة (البحرين) تصله بانتظام، ويحتفظ بأعداد كثيرة منها. كما أنّه كتب في مجلة صغيرة تسمى (البذرة) تصدر في البحرين.
بعد عودته من الهند رفض أن يخلف أباه ويصبح قاضيا مثله. تزوج وأنجب 34 ولداً وبنتاً من نساء أربع.
كتب الكثير من الشعر في أغراض مختلفة، فصيحاً وعامياً، وألف العديد من الكتب في موضوعات مختلفة ولم يتوقف عن قول الشعر، والكتابة حتى أيامه الأخيرة.
وضع كتاباً ضخماً في الملابس في الإسلام عنوانه:(الملابس والزينة في الإسلام)، نشره العام .1999 والكتاب يحتوى على معجم للملابس القديمة، ويأتي على ذكر الأحذية والخواتم والفصوص، وأنواع العطور والورود المصاحبة للملابس. كما يحتوي على سيرة الملابس والزينة قديما وحديثا وفي الإسلام، وأنوع الملابس في الزفاف. خرج العدناني على النمط الغالب للتفكير عند رجال الدين، وأحدث كتابه ''حصَائل الفِكَر في أحوال الإمام المنتظر'' ضجة كبيرة قوطع بسببها في العام .1972

 

http://alwaqt.com/art.php?aid=36820

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م