قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالسيد عبدالله الغريفي
 
هل يسمح بنقد الخطاب العلمائي (1)
شبكة النعيم الثقافية - 2004/07/13 - [الزيارات : 8441]


من كلمات سماحة السيد عبد الله الغريفي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
في زحمة التحديات الروحية والأخلاقية، وفي زحمة التحديات الفكرية والثقافية، وفي زحمة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يكون الحديث عن (العلماء) وعن (دور العلماء) في التصدي (لقضايا الأمة المصيرية) حديثاً هاماً جداً، وضرورياً جداً... فالعلماء- وأعني علماء الدين- هم المفصل الأخطر في تكوين الأمة، وفي حركة الأمة، ولذلك فإن (خطاب العلماء) يشكل (الخطاب المفصلي) في كل قضايا الأمة الروحية والأخلاقية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وهذا ما يعطي للخطاب العلمائي خطورته وفاعليته وإنتاجيته في تحديد الرؤى والتصورات والمواقف، على كل المستويات، وهذا ما يعطي للخطاب العلمائي مسئوليته الكبيرة.
ومن هنا كانت التحديات أمام هذا الخطاب كبيرة جداً وكانت المواجهات لهذا الخطاب كبيرة، وكانت الإثارات والإشكالات كبيرة، وإلا لماذا هذه الضجة المفتعلة ضد الخطاب العلمائي لأنه قال كلمته في- قضية من قضايا الأمة-.
والسؤال المطروح هنا هل أن (خطاب العلماء) في مستوى تحديات المرحلة؟
في البدء أود أن أحدد معنى (خطاب العلماء)..كلمة (الخطاب) تعني مجموعة أفكار (مكتوبة أو منطوقة) توجه إلى الناس، تحمل رؤى معينة، والخطاب قد يمثل شخصاً أو جماعة أو نظاماً أو حزباً أو مؤسسة أو جمعية أو منظمة، فيقال: خطاب فلان، خطاب العلماء، خطاب المثقفين، خطاب الأدباء، خطاب الحزب، خطاب الجمعية، خطاب الدولة...
فالخطاب العلمائي أو خطاب علماء الدين هو الخطاب الذي يعتمده العلماء في معالجة قضايا الإيمان والعقيدة، وقضايا الفكر والثقافة، وقضايا الأخلاق والسلوك وقضايا الحياة المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..
هل أن خطاب علماء الدين هو نفسه خطاب الدين أم هما شيئان مختلفان؟
نحن نجد في أدبيات الفكر العلماني المعاصر هذا اللون من التعبيرات:
• نقد الفكر الديني/نقد الخطاب الديني.
• نقد الخطاب الإسلامي.
• نقد العقل الديني...إلخ
هؤلاء يتعمدون الخلط بين (خطاب الدين) و(خطاب الدينين)، وبين (خطاب الإسلام) و(خطاب الإسلاميين) بقصد إثارة الشكوك والإشكالات حول (الدين) نفسه، وحول (الإسلام) نفسه.. لا شك أن (خطاب الدينين وخطاب علماء الدين) هو محاولة جادة للتعبير والتجسيد لخطاب الدين، وأن (خطاب الإسلاميين وخطاب علماء الإسلام) هو محاولة جادة للتعبير والتجسيد لخطاب الإسلام...
إلا أنه يجب الانتباه إلى نقطة هامة جداً وهي:
إذا قلنا (خطاب الدين أو خطاب الإسلام) فنعني (النص الديني والنص الإسلامي) أي (القرآن الكريم والسنة المطهرة) ودخل في السنة - وفق رؤيتنا - ما صدر عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام..
وأما إذا قلنا (خطاب الدينين أو خطاب علماء الدين) أو إذا قلنا (خطاب الإسلاميين أو علماء الإسلام) فنعني (التفسير للنص) أو (الرؤية الاجتهادية في فهم النص) وقيمة هذا (التفسير) وهذه (الرؤية) بمقدار ما يقتربان من التعبير الصادق للنص، وفي ضوء هذا التعريف، يترشح لدينا مجموعة فوارق بين التعبيرين والصيغتين...
النص معصوم وأما تفسيرات النص فهي غير معصومة، إلا إذا كان التفسير صادراً عن المعصوم نفسه.
النص مقدس وأما تفسيرات النص فغير مقدسة، إلا أنها تحمل (احتراماً وقيمة) بمقدار تجسيدها وتعبيرها عن النص..
النص مرجعية تشريعية، إلا أنها تشكل (حجة شرعية، يجب اعتمادها متى توفرت على (شروط الحجية).
وتؤكد هذه الفوارق لا تعني التقليل من قيمة (خطاب العلماء)، ما دام يمثل التعبير الصادق (لخطاب النص)، وما دام يعتمد الأدوات الشرعية الصحيحة في فهم خطاب النص، ولذلك فخطاب العلماء حجة شرعية على كل من لا يملك إمكانات الوصول إلى فهم خطاب النص.
* هل يسمح بنقد الخطاب العلمائي؟
من الطبيعي أنه يسمح بنقد الخطاب العلمائي بينما لا يسمح بنقد (خطاب النص (
* من هو المؤهل لممارسة هذا النقد لخطاب العلماء؟
كل من يتوفر على (كفاءات النقد) يسمح له بنقد الخطاب العلمائي.
* ما هي كفاءات نقد الخطاب العلمائي:
الكفاءة العلمية التخصصية إذا كان النقد يتناول (المستوى العلمي للخطاب) كما هو الشأن في كل التخصصات الأخرى.
الكفاءة الفكرية والثقافية إذا كان النقد يتناول (المستوى الفكري والثقافي للخطاب(
الكفاءة اللغوية والأدبية إذا كان النقد يتناول (المستوى اللغوي والأدبي للخطاب(
الكفاءة الفقهية الشرعية إذا كان النقد يتناول (المستوى الفقهي والشرعي(
الكفاءة السياسية إذا كان النقد يتناول (المستوى السياسي للخطاب(
الكفاءة الموضوعية إذا كان النقد يتناول (المستوى الموضوعي للخطاب(
وكفاءات أخرى..
ومن أهم شروط النقد:
أ‌- توفر الدوافع النظيفة.
ب‌- ممارسة الأساليب النظيفة.
* العلمانيون وموقفهم من الخطاب العلمائي:
نحن لا نرفض أن يحاور الآخرون خطابنا، وأن ينقد الآخرون خطابنا، إلا أن الذي يحدث من قبل الآخرين، أصحاب الاتجاهات العلمانية، أنهم لا يمارسون النقد بطريقة موضوعية، ونظيفة، فهم يتعاملون مع (الخطاب العلمائي) بتشنج واضح، وبانفعال مكشوف.
إن (العقد العدائية) لخطاب علماء الدين، صريحة وواضحة في لغة العلمانيين وفي كتاباتهم وكلماتهم، وإذا كانت هذه العقد العدائية قد وجهت في الظاهر إلى (خطاب الدينين وخطاب الإسلاميين أو خطاب علماء الدين وعلماء الإسلام) فإنها في الواقع تستبطن (العداء( للدين نفسه، وللإسلام نفسه.
أنا لا أريد أن أتهم الدوافع والنوايا، إلا أن هذا )الاستنفار المحموم) ضد الدينين وضد علماء الدين يمثل دلالات كبيرة وواضحة على حجم العقدة من الدين.
وأكرر أننا لا نرفض الحوار والنقد إلا أننا نرفض التشهير والإساءة.
ماذا يعني هذا الركام من الكلمات ضد الدينيين والإسلاميين (ظلاميون، ماضيون، رجعيون، إقصائيون، متزمتون، لا ديمقراطيين، أعداء الوعي، أعداء المرأة، أعداء التطور...الخ) إلى أخر هذه السمفونية النشاز..هذا ليس إقصاءً وليس تحريضاً وليس استفزازاً..!!!
أما إذا قال العلماء وقال الإسلاميون (كلمتهم في قضايا الساحة) ثارت ثائرتهم..، لماذا التحريض، لماذا هذا الإقصاء ؟ إنه الخطر على الحرية / الديمقراطية، المسار الحضاري للبحرين..
ولذلك فهم يدعون إلى خلق الكتلة التاريخية لمواجهة استقطاب الدينين والإسلاميين، قال أحدهم في جريدة الأيام الصادرة يوم الأربعاء:المطلوب الآن خلق الكتلة التاريخية لتواجه بأطروحات تريد أن تحرف مسار البحرين الحضاري وهذه الكتلة التاريخية المتفتحة حضارياً والمتعددة سياسياً والمؤمنة بالثقافة الإنسانية هي النقطة المحورية المطلوب أن تتجمع حولها هذه القوى السياسية لتشكل هي وكل العناصر المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني برنامجها السياسي القادم...

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م